أعلن وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه سلامة حج هذا العام 1435ه وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية، مؤكداً أن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. وعن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الوزارة ضد فيروس إيبولا خلال الموسم، أكد أن الإجراءات التي اتخذت في وقت مبكر بمنع إصدار أي تأشيرات قدوم للعمرة والحج في الدول التي تفشى فيها الوباء، ومواصلة متابعة هذه الإجراءات ومنها التأكد من صحة كل حاج وأنه لم يزر أي دولة انتشر فيها الوباء من خلال استبيان، وقال «جرى التعامل مع مئات الآلاف من الحجاج بهذه الطريقة، ولم يتم رصد أي حالات سوى 170 حالة اشتباه تم التعامل معها بحذر شديد وبعزل وتم استكمال التحاليل المختصة بها والتأكد من خلوها». وأضاف فقيه «نتعامل بحساسية عالية، وحرص حتى يثبت لنا بالتحليل أن المشتبه بهم ليسوا حاملين لهذه الأمراض الوبائية». جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في مستشفى منى الطوارئ أمس. وأكد وزير الصحة المكلف أن الدولة وفرت الإمكانات السخية إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين بتقديم أفضل الخدمات الطبية لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم بسهولة ويسر، واتخذت ممثلة في وزارة الصحة حزمة من الخطوات الاحترازية والإجراءات الوقائية والاستعدادات الفنية والتقنية تأهبا لموسم الحج مما كان لها بالغ الأثر في تمتع الحجاج بموفور الصحة والعافية. وتابع «استناداً إلى نتائج الاستقصاء الميداني، وبعد الاطلاع على تقارير اللجان الصحية، يطيب لي أن أعلن قرار اللجنة الصحية بسلامة حج هذا العام 1435ه – 2014م وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وما كان لهذا الجهد أن يثمر لولا توفيق الله عز وجل، ثم دعم ولاة الأمر، والمتابعة المستمرة من لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية، وعزيمة وتفاني الكوادر الطبية والفنية والإدارية الموجودة في مناطق الحج». وذكر وزير الصحة المكلَّف أن الوزارة اتخذت خلال موسم هذا العام إجراءات تضمنت ما يلي: أولاً: حشدت وزارة الصحة ما يزيد على 24800 من الكوادر الصحية والفنية والإدارية، وذلك ضمن منظومة من الخدمات الصحية، التي شملت 25 مستشفى بسعة سريرية إجمالية تبلغ 5250 سريراً منها 550 سرير عناية مركزة، و550 سرير طوارئ، و141 مركزاً صحياً، و16 مركزاً صحياً للطوارئ بمنطقة الجمرات، ومركزي إسعاف متقدم بالحرم المكي الشريف، و18 نقطة طبية على جانبي محطات قطار الحرمين. ثانياً: تطبيق الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج الوافدين من خارج المملكة بهدف التقليل من فرص وصول الحالات المصابة بأمراض وبائية، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة عبر 15 مركزا للمراقبة الصحية موزعة بين المنافذ البرية والبحرية والجوية، حيث قامت الفرق بتقديم اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من 690 ألف حاج ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال. ثالثاً: قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال التنسيق بين وزارة الصحة والجهات المختصة، بالتوقف عن إصدار تأشيرات الحج والعمرة، للقادمين من عدد من دول غرب إفريقيا فور تفشي وباء إيبولا فيها. رابعاً: قام مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، ومن خلال نظام الرصد المبكر والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها، في رفع معدلات الاستجابة داخل المرافق الصحية في مواجهة حالات الطوارئ الصحية. خامساً: تكثيف عمل فرق الاستقصاء الوبائي وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه منعاً لحدوث تسمم غذائي، وتنشيط برامج التوعية الصحية بثماني لغات، بالإضافة إلى تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى، التي تم إعدادها بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدةالأمريكية، وذلك في المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة. سادساً: تحديث الأجهزة في مستشفيات المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة وزيادة القدرة الاستيعابية لخدمات العناية المركزة وتجهيز المستشفيات بغرف للعزل الصحي بزيادة نسبتها 40% عن الموسم الماضي، بالإضافة إلى توفير مختبر متنقل وتحديث تجهيزات المختبرات وبنوك الدم، وتطوير الخدمات العلاجية المتمثلة في أقسام القلب وخدمات غسيل الكلى والعناية الحرجة بكافة المرافق الصحية. سابعاً: دعم فرق إسعاف الطب الميداني بالمشاعر المقدسة بأسطول من 180 سيارة من مختلف الأحجام مجهزة بأجهزة العناية المركزة يقوم عليها طواقم طبية متخصصة؛ إضافة إلى العمل بنظام متابعة السيارات عبر الأقمار الصناعية «G.P.S» لسرعة توجيه سيارات الإسعاف لخدمة الحجاج المرضى في مواقعهم. ثامناً: تطوير نظام الصحة الإلكترونية في جميع المرافق الصحية بمناطق الحج وتحديث غرفة القيادة والتحكم بمستشفى الطوارئ بمنى لمتابعة ومراقبة سير العمل على مدار الساعة بجميع المرافق الصحية، وتمكين المسؤولين من سرعة اتخاذ القرار. تاسعاً: تفعيل التعاون المشترك بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المتخصصة الأخرى وبيوت الخبرة للتحضير لهذا الموسم والخروج بحج آمن خال من الأوبئة. عاشراً: مواصلة التنسيق الوثيق والمستمر بين وزارة الصحة والقطاعات الصحية الشريكة في موسم الحج ممثلة في وزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، لتخرج منظومة خدمات الرعاية الصحية في الحج متكاملة ومنسجمة الأداء لخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك التنسيق مع باقي الجهات الشريكة ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الحج، ووزارة الثقافة والإعلام، وبقية الجهات الحكومية الأخرى لدورهم المهم في هذا المجال. وبيَّن وزير الصحة المكلَّف أن الوزارة عبر مرافقها ومنذ بداية الموسم وحتى الآن، قدمت عديدا من الخدمات لما يزيد على 472 ألف مراجع من حجاج بيت الله الحرام، ومنها استقبلت المراكز الصحية أكثر من 329 ألف حاج، والعيادات الخارجية بالمستشفيات حوالي 111 ألف حاج، وراجع أقسام الطوارئ قرابة 28 ألف حاج، ووصل عدد المنومين إلى أكثر من 3700 ألف حاج. وأفاد أنه تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من 16 ألف ميدانيا من قبل فرق الطوارئ والطب الميداني، في حين وفرت الوزارة 19 ألف وحدة دم ومشتقاته من جميع الفصائل، مشيرا إلى إجراء 19 عملية قلب مفتوح، و330 عملية قسطرة قلبية و988 جلسة غسيل للكلى و55 عملية مناظير للجهاز الهضمي. من جهته، قدم ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة العربية السعودية الدكتور حسن البشرى التهنئة للمملكة ممثلة في وزارة الصحة على ما حققته من إنجاز في التعامل مع إدارة صحة الحشود، مشيداً بنجاح الشراكة بينهما وعزم المنظمة تطبيق تجربة المملكة في التعامل مع الحشود والتصدي للأوبئة إلى دول أخرى. وأفاد بأن المنظمة عممت الاشتراطات الصحية على دول العالم كافة، ولكن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة من المنظور الصحي فعدد الحجاج في تزايد والأوبئة كايبولا وكورونا وغيرها شكلت تحدياً إضافياً لتحقيق شعار المملكة «صحتك لحجتك» الذى أطلقته استشعارا منها لمسؤوليتها التامة تجاه ضيوف الرحمن. وقال إن وزارة الصحة في المملكة جعلت هذا العام منظمة الصحة العالمية شريكاً تقنياً لضمان تقديم أفضل الخدمات، وأضاف «منذ شهر رمضان الماضي ونعمل بصورة يومية مع الوزارة»، مؤكداً التزام المملكة بتنفيذ اللوائح الصحية الدولية حسب المادة 43. وأشاد بالخطط التي اتخذتها وزارة الصحة في موسم الحج التي وضعت عوامل الأخطار بعين الاعتبار ومنها الأمراض الوبائية، عبر الحدود وفي مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وتابع «قمنا بتعاون مثالي لعقد اجتماع عالمي هو الأول من نوعه بين وزارة الصحة وبعثات الحج الطبية لتعريف 11 دولة تمثل أكثر من 60 % من حجاج العالم القادمين من الخارج حتى يطلعوا عن كثب على الجهود الجبارة التي تقوم بها الوزارة»، مشيراً إلى أن هناك مركزين خاصين بمكافحة السموم على مستوى العالم واحد منهما في المملكة، وستعمل المنظمة على استقطاب بعض العاملين في مجال مكافحة السموم على مستوى العالم وتدريبهم بالمركز والاستفادة من خبرات الكفاءات السعودية في هذا المجال. وأشاد بالشفافية العالية التي أبدتها الوزارة والتزامها بتعليمات المنظمة في مختلف المجالات الصحية ومنها مكافحة العدوى. من جانبها، أثنت ممثلة منظمة الصحة العالمية للتدخل السريع الدكتورة آمنة يحيى الشايب، بالخدمات والإمكانات والطاقات البشرية التي وفرتها المملكة بالمشاعر المقدسة والإنجازات التي حققتها في موسم حج العام الحالي. وأكدت أن التقدم الواضح والمستوى المرموق الذي وصلت إليه المملكة في مجال طب الحشود وإسهامها الفاعل وتحديث المعلومات والتجارب على المستوى العالمي لتطوير هذا النوع من الطب، مكنها من أن تكون من أوائل الدول في هذا المجال.