يتنفس تجار الذهب في السوق السعودي الصعداء، باستمرار تراجع أسعار الذهب العالمية، مشيرين إلى أن هذا التراجع زاد من الإقبال على معارضهم بنسبة تتراوح بين 30 و40%، محذرين من عمليات غش تجارية، قد تقع في موسم الحج الحالي، وتستهدف ضيوف الرحمن. ورغم ارتفاع الذهب أثناء تعاملات أمس، مع توقف الدولار عن الصعود، لكن أسعار المعدن النفيس تبقى قرب أدنى مستوى لها في 15 شهراً، الذي هوت إليه في وقت سابق من الجلسة بفعل توقعات لمزيد من المكاسب للعملة الأمريكية مع تزايد المراهنات على أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيرفع أسعار الفائدة في منتصف 2015. وهبط المعدن الأصفر حوالي 2% يوم الجمعة الماضي، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ 28 يونيو 2013 عند 1183.46 دولار للأوقية (الأونصة). ونصح يوسف المسعري (تاجر) ضيوف الرحمن الراغبين في شراء الذهب، التوجه إلى التجار المعروفين، وقال ل«الشرق»: «هؤلاء التجار يخافون على سمعتهم، ويبيعون منتجات ليس فيها غش أو تدليس، أما صغار التجار، أو الذين دخلوا السوق حديثاً، فقد يتلاعبون في عيارات، وقد يبيعون الفضة المطلية بماء الذهب، على أنها معدن نفيس، وقد حدث هذا الأمر في فترة سابقة، وقد لقي مرتكبو هذا الصنيع عقابهم من قبل وزارة التجارة». وتابع «مبيعات الذهب في موسم الحج تحديداً، تسجل أرقاماً قياسية كل عام، ويستطيع أي حاجة أو حاج يفكر أن يشتري ذهباً من مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو جدة، وتعرض للخداع، أن يقاضي التاجر الذي اشترى منه، من خلال سفارة المملكة العربية السعودية في بلاده، شريطة أن يكون قد حصل على فاتورة مختومة من المحل الذي اشترى منه، وأن يتأكد من أن المشغولات التي بحوزته، عليها ختم الذهب»، مؤكداً أن «وزارة التجارة في السعودية تراقب مثل هذه التصرفات، وتضرب بيد من حديد كل مَنْ يعرض سمعة سوق الذهب السعودي للخطر». وأكد المسعري أن «أسواق السعودية والخليج العربية، غير مؤثرة في بورصة الذهب العالمي، مشيراً إلى أن هذه البورصة تتأثر بمؤثرات عالمية، مثل الحروب، وسعر الدولار، ومعدل الوظائف الأمريكية». وقال: «هناك دول تشتري كميات كبيرة من الذهب، قد تصل إلى ثمانية أطنان، ومثل هذه العمليات تؤثر في البورصة العالمية». وقال عبدالله عبدالرحمن (تاجر) إن الإقبال على المتاجر السعودية يشهد ارتفاعاً يوماً بعد آخر، بفعل تراجع أسعار الذهب عالمياً. وقال ل»الشرق»: «ليس صحيحاً أن تجار الذهب السعوديين يتكبدون الخسائر بسبب تراجع أسعار المعدن الأصفر في الأسواق العالمية، وإنما العكس يحدث، حيث تعزز عمليات البيع والشراء من أرباح التاجر، التي تتراوح بين 5 و25 دولاراً عن كل جرام يبيعه للمستهلك»، موضحاً أن «مكاسب التجار تتركز في مصنعية الذهب والشغل الذي يحمله، وإذا تراجعت المبيعات، تراجعت الأرباح، وانخفاض أسعار الذهب عالمياً، يزيد من الإقبال على الشراء في السوق السعودي، وأتوقع أن يزداد الإقبال على الشراء في السوق السعودي خلال الأيام المقبلة». وقال أولي هانسن المحلل في ساكسو بنك «السوق شهدت على الأرجح مبيعات مبالغ فيها مؤخراً، ونحن نرى الدولار يتراجع قليلاً، وهذا يزيل بعض الضغوط، لكن قلق السوق هو أن توقف الاتجاه الصعودي للدولار هو توقف مؤقت». وبعد هبوطه 6.3% الأسبوع الماضي، وهي أكبر خسارة أسبوعية منذ ديسمبر 2011 لامس البلاتين أدنى مستوى له منذ يوليو 2009 في وقت سابق من جلسة الإثنين عند 1183.25 دولار للأوقية، لكنه تعافى في وقت لاحق وصعد 1.8% إلى 1238.00 دولار. وزاد البلاديوم 0.4% إلى 759.22 دولار للأوقية بعد أن كان قد هبط في وقت سابق يوم الإثنين إلى أدنى مستوى له منذ 27 فبراير. وبلغت خسائر البلاديوم 17% منذ أن سجل في الشهر الماضي 910 دولارات وهو أعلى مستوى له منذ فبراير 2011. وتعافت الفضة من أدنى مستوى لها منذ مارس 2010، الذي سجلته في وقت سابق من جلسة يوم الإثنين، والبالغ 16.66 دولار وصعدت 1.6% إلى 17.10 دولار.