أعلن معالي وزير الصحة المكلف، المهندس عادل بن محمد فقيه، سلامة حج هذا العام، وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. جاء ذلك في بيان استهل به معاليه المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم بمستشفى منى الطوارئ. وقال معاليه: "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله بتقديم أفضل الخدمات الطبية لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم بسهولة ويسر، وفرت الدولة الإمكانات السخية، واتخذت ممثلة في وزارة الصحة حزمة من الخطوات الاحترازية والإجراءات الوقائية والاستعدادات الفنية والتقنية تأهبا لموسم الحج مما كان لها بالغ الأثر بفضل الله سبحانه وتعالى في تمتع الحجاج بموفور الصحة والعافية، ولله الحمد والمنة. واستناداً إلى نتائج الاستقصاء الميداني، وبعد الاطلاع على تقارير اللجان الصحية، يطيب لي أن أعلن قرار اللجنة الصحية بسلامة حج هذا العام، وخلوه من الأمراض الوبائية والمحجرية، وما كان لهذا الجهد أن يثمر لولا توفيق الله عز وجل، ثم دعم ولاة الأمر، والمتابعة المستمرة من لجنة الحج العليا ولجنة الحج المركزية، وعزيمة وتفان الكوادر الطبية والفنية والإدارية المتواجدة في مناطق الحج ". وبين معالي وزير الصحة المكلف أن الوزارة اتخذت خلال موسم هذا العام عدة إجراءات تضمنت: أولاً: حشدت وزارة الصحة ما يزيد عن 24800 من الكوادر الصحية والفنية والإدارية، وذلك ضمن منظومة من الخدمات الصحية، التي شملت خمسة وعشرين25 مستشفى بسعة سريرية إجمالية تبلغ 5250 سريراً، منها 550 سرير عناية مركزة، و550 سرير طوارئ، و141 مركزًا صحيّاً، و16 مركزاً صحياً للطوارئ في منطقة الجمرات، ومركزي إسعاف متقدم بالحرم المكي الشريف، و18 نقطة طبية علي جانبي محطات قطار الحرمين. ثانياً: تطبيق الإشتراطات الصحية على جميع الحجاج الوافدين من خارج المملكة، بهدف التقليل من فرص وصول الحالات المصابة بأمراض وبائية، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة عبر 15 مركزاً للمراقبة الصحية، موزعة بين المنافذ البرية والبحرية والجوية، حيث قامت الفرق بتقديم اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من 690 ألف حاجاً ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال. ثالثاً: قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال التنسيق بين وزارة الصحة والجهات المختصة، بالتوقف عن إصدار تأشيرات الحج والعمرة، للقادمين من عدد من دول غرب أفريقيا فور تفشي وباء "إيبولا" فيها. رابعاً: قام مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، ومن خلال نظام الرصد المبكر والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها، برفع معدلات الاستجابة داخل المرافق الصحية في مواجهة حالات الطوارئ الصحية. خامساً: تكثيف عمل فرق الاستقصاء الوبائي، وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه، منعاً لحدوث تسمم غذائي لا قدر الله، وتنشيط برامج التوعية الصحية بثمان لغات، بالإضافة إلى تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى، التي تم إعدادها بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية، ومراكز مكافحة الأمراض في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك في المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة. سادساً: تحديث الأجهزة في مستشفيات المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، وزيادة القدرة الاستيعابية لخدمات العناية المركزة وتجهيز المستشفيات بغرف للعزل الصحي بزيادة نسبتها 40% عن الموسم الماضي، بالإضافة إلى توفير مختبر متنقل وتحديث تجهيزات المختبرات وبنوك الدم، وتطوير الخدمات العلاجية المتمثلة في أقسام القلب وخدمات غسيل الكلى والعناية الحرجة بكافة المرافق الصحية. سابعاً: دعم فرق إسعاف الطب الميداني بالمشاعر المقدسة بأسطول من 180 سيارة من مختلف الأحجام مجهزة بأجهزة العناية المركزة يقوم عليها طواقم طبية متخصصة، إضافة إلى العمل بنظام متابعة السيارات عبر الأقمار الصناعية "G.P.S." لسرعة توجيه سيارات الإسعاف لخدمة الحجاج المرضى في مواقعهم. ثامناً: تطوير نظام الصحة الإلكترونية في جميع المرافق الصحية بمناطق الحج، وتحديث غرفة القيادة والتحكم في مستشفى الطوارئ بمنى، لمتابعة ومراقبة سير العمل على مدار الساعة في جميع المرافق الصحية، وتمكين المسؤولين من سرعة اتخاذ القرار. تاسعاً: تفعيل التعاون المشترك بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المتخصصة الأخرى وبيوت الخبرة للتحضير لهذا الموسم والخروج بحج آمن خال من الأوبئة. عاشراً: مواصلة التنسيق الوثيق والمستمر بين وزارة الصحة والقطاعات الصحية الشريكة في موسم الحج ممثلة في وزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، لتخرج منظومة خدمات الرعاية الصحية في الحج متكاملة ومنسجمة الأداء لخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك التنسيق مع باقي الجهات الشريكة ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الحج، ووزارة الثقافة والإعلام، وبقية الجهات الحكومية الأخرى لدورهم الهام في هذا المجال. وبيّن معالي وزير الصحة المكلف، أن الوزارة عبر مرافقها، ومنذ بداية الموسم وحتى الآن، قدمت العديد من الخدمات لما يزيد عن 472000 مراجع من حجاج بيت الله الحرام، ومنها: استقبلت المراكز الصحية أكثر من 329 ألف حاج، والعيادات الخارجية بالمستشفيات حوالي 111 ألف حاج، وراجع أقسام الطوارئ قرابة 28 ألف حاج، ووصل عدد المنومين إلى أكثر من 3700 ألف حاج. وأفاد، أنه تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من 16 ألف ميدانياً من قبل فرق الطوارئ والطب الميداني، في حين وفرت الوزارة 19 ألف وحدة دم ومشتقاته من جميع الفصائل، مشيراً إلى إجراء 19 عملية قلب مفتوح و330 عملية قسطرة قلبية و988 جلسة غسيل للكلى و55 عملية مناظير للجهاز الهضمي. وسأل معاليه الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها ورخاءها، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يردهم إلى بلادهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية، سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وعمل صالح مقبول. وفي إجابة لمعالي وزير الصحة المكلف عن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الوزارة ضد فيروس "إيبولا" خلال الموسم، أكد أنها اتُخذت في وقت مبكر بمنع إصدار أي تاشيرات قدوم للعمرة والحج في الدول التي تفشى فيها الوباء، ومواصلة متابعة هذه الاجراءات ومنها التأكد من صحة كل حاج وأنه لم يزر أي دولة انتشر فيها الوباء من خلال استبيان، وبفضل الله جرى التعامل مع مئات الآف من الحجاج بهذه الطريقة ولم يتم أى رصد حالات سوى 170 حالة اشتباه تم التعامل معها بحذر شديد وبعزل وتم استكمال التحاليل المختصة بها والتأكد من خلوها، وقال: "نتعامل بحساسية عالية وبحرص حتى يثبت لنا بالتحليل أن المشتبه بهم ليسوا حاملين لهذه الامراض الوبائية".