قصد أكثر من مليونين ونصف المليون حاج منى لقضاء يوم التروية الذي وافق 8 من ذي الحجة، أمس، استعداداً للوقوف على صعيد عرفات الطاهر اليوم. ويقطع الحجاج مسافة 7 كيلو مترات تقريباً انطلاقاً من المنطقة السكنية المحيطة بالحرم المكي الشريف إلى مشعر منى في درجة حرارة عالية تلامس 40 درجة مئوية ورطوبة مرتفعة، وتبدأ معاناتهم ومشقتهم من خلال قطع الطريق المرتفع والذي يقدر طوله بقرابة النصف كيلو متر، والذي لا يسمح فيه باستخدام السيارات الخاصة باستثناء بعض الباصات المرخصة والمستثناة، فيما اصطف العشرات من الأطفال مستخدمين بعض الوسائل المساعدة لتوصيل الحجاج وأمتعتهم وذلك باستخدام الكراسي المتحركة لاسيما لكبار السن والحجاج الذين لم تستطع حملتهم توفير وسائل مواصلات للصعود للمشعر. وتصل تكلفة النقل لمسافة النصف كيلو ما بين 100 إلى 150 ريالاً للشخص الواحد بواسطة الكرسي المتحرك، والذي يستخدمه في نفس الوقت غير المعاق أو الشاب محاولاً التغلب على بعض التعب. ويقول أصحاب الكراسي أن موسم الحج يشكل لهم فرصة كبيرة لذوي الدخل المحدود من خلال تكسبهم في إيصال الحجاج لمنى عبر تلك الكراسي، لافتين إلى أنهم يقومون بإيصال المئات منهم عبر تلك الكراسي، فيما يفضل بعضهم كسب الأجر وتحمل بعض المشقة والسير على الأقدام للوصول إلى مسكنهم في مشعر منى. وقامت مجموعة من الدوريات الأمنية بتوزيع المظلات على القادمين سيراً على الأقدام، وذلك للتسهيل على الحجاج، فيما تراصت سيارات من جهات خيرية لتوزيع المياه الباردة على الحجاج ابتغاء الأجر والثواب.