بدأت جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة بالانسحاب من مقراتها في ريف اللاذقية وريف إدلب، بعد يوم واحد من شن قوات التحالف الدولي غارات على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» وجبهة النصرة وجماعة خراسان المتشددة. وأكد ناشط فضَّل عدم ذكر اسمه ل «الشرق» أن إخلاء مقاتلي الجبهة لمواقعهم كان بشكل سري ولم يعرف الأمكنة التي توجه إليها مقاتلو «النصرة»، وأشار الناشط إلى أن هذا الانسحاب كان متوقعا في ظل الضربات العسكرية، التي تعرضت لها مواقع «النصرة» من قبل قوات التحالف الدولي. ورجّح أن تكون جبهة النصرة أعادت موضعة قواتها في جبال ريف اللاذقية دون أن تنسحب من المنطقة بشكل كامل. وتوقع الناشط أن تشهد جبهة «النصرة» تفككا قريبا، وأوضح أن هذا التفكك يمكن أن يكون سريعا، خاصة أن كثيرا من مقاتلي «النصرة» هم سوريون وأتوا إليها من فصائل تابعة للجيش الحر وكتائب مقاتلة أخرى، ويمكن عودتهم إلى تلك الفصائل لأن مغادرتهم لفصائلهم كانت على أرضية ليست عقائدية وحسب، بل من أجل قتال قوات الأسد والحصول على مكاسب مادية وأسلحة نوعية التي توفرها «النصرة». وأشار الناشط أن هؤلاء المقاتلين لن يغادروا على الأرجح مواقعهم وسينضمون إلى كتائب مقاتلة تابعة للجيش الحر وكتائب أخرى ليست إسلامية أومتشددة. وقال الناشط إن سكان مناطق ريف اللاذقية عبروا عن خشيتهم من أن ضرب تنظيمي «داعش» و»النصرة» في المحافظاتالشرقية وحلب ربما يدفعهم للانسحاب من الشرق والتوجه نحو الغرب للتحصن في جبال محافظتي إدلب واللاذقية، نظرا لعدم قدرة الطيران على رصد تحركاتهم كما في الرقة وريف حلب والمناطق الشمالية الشرقية من سوريا. وأكد ناشط آخر ل «الشرق»: أن جبهة النصرة حلت أمس محكمة دار القضاء في الساحل السوري، بحسب ما ذكر ناشط مقرّب من الجبهة عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الذي برر حل المحكمة بسبب انسحاب معظم مؤسسيها. كما أشار ناشطون إلى إغلاق المحكمة الشرعية في الساحل السوري والمؤلفة من عدّة فصائل إسلامية أبرزها كتائب أحرار الشام والأنصار والمهاجرين، خشية تنفيذ قوات التحالف لضربات جوية على موقع المحكمة. وأخلت جبهة النصرة مراكزها في محافظة إدلب أمس، وبحسب ما ذكر ناشطون في المحافظة فإن آلاف العناصر من «النصرة» وحركة أحرار الشام، أخلوا مواقعهم المعروفة.