يأتي الاحتفاء بالذكرى العطرة لليوم الوطني تجسيداً للدور الكبير، الذي قام به المغفور له الملك عبدالعزيز، وقفة إجلال واحترام لذكرى هذا الرمز الوطني والقائد الفذ الموحد، الذي استطاع بحكمته ونافذ رؤيته أن يعمل وتحت ظروف قاسية اتسمت بانعدام الأمن وتفشي الجهل، وانتشار البدع والضلالات والانقسامات، والتناحر والفوضى السياسية وفي ظل معطيات غاية في الصعوبة من اتساع المساحة الجغرافية، وصعوبة التضاريس مع شظف العيش وقلة الموارد المتاحة، والتركيبة السكانية القائمة على النظام القبلي، استطاع أن يبدل الوضع ويلم شعث أمته ويوحد فرقتها، فكانت الوحدة نتاج التوحيد الذي أرسى دعائمه ووضع ثوابته -رحمه الله- وأعتنى بهذا النهج والمنهج من بعده أبناؤه البررة، فتحقق الأمن والأمان والنمو والاستقرار وأصبحت المملكة ولله الحمد تحتل مكانة مرموقة بين دول العالم، وتمتلك تأثيراً وثقلاً سياسياً واقتصادياً كبيرين، ومُشارِكاً فاعلاً في صنع القرار الإقليمي والدولي. واليوم ونحن نحتفل بالذكرى الرابعة والثمانين لليوم الوطني، نؤكد الوحدة الوطنية ومعاني المواطنة الحقة، فكثير من الدول تعاني من فتن ومآسٍ أثرت سلباً على وحدتها الوطنية وهويتها، ونالت من تماسكها وأحدثت شرخاً في لحمة شعوبها وتبع ذلك تدهور في اقتصادها وتعطلت فيها حركة التنمية، لذلك فإن الوحدة التي ميزت هذه البلاد المباركة دَيناً مستحقاً في جميع أبناء شعبه يجب الوفاء به، كما أن المحافظة عليها واجب وطني مقدس كي تبقى الوحدة الوطنية صخرة منيعة تتحطم عليها مؤامرات الأعداء وتفوت الفرصة على دعاة الفتنة وأصحاب الدعاية المضللة وتجهض جميع المحاولات الماكرة، التي تريد النيل من الوطن. وبهذه المناسبة العزيزة الغالية، والوطن والمواطنون يعيشون هذه الفرحة الغامرة، أتقدم بالنيابة عن الجامعة ومنسوبيها بالتهنئة الخالصة إلى القيادة الرشيدة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وإلى أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف، ونائبه صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد، وإلى الأسرة المالكة والشعب السعودي الكريم.