أكثر من ثمانية عقود ونيف تمر على ذكرى تأسيس المملكة على يد الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ، فلا تزيدها إلا رسوخاً وتألقاً في الوجدان العام وتقديراً وامتناناً للإنجاز الذي تحقق على يد قائد ملهم وسياسي نذر نفسه من أجل وحدة أمته وعزتها فأناله الله ما أمل وحقق له ما أراد. لقد تجلت بركات هذا اليوم الأغر عبر مظاهر تنموية ومكاسب حقيقية شملت كل أجزاء الوطن الكبير عبر منظومة متكاملة من المشاريع التي تركت آثاراً واضحة في الأبعاد الحياتية المختلفة بدءاً من الأمن الاجتماعي والغذائي مروراً بالاستقرار والنماء الاقتصادي لتتشكل فيما بعد صورة رائعة لتنمية شاملة أضفت على الحياة طابعاً يتسم بالرخاء والرفاه وتطور يعيشه المواطن في أساليب حياته وممارساته؛ لينعكس بشكل إيجابي على احتياجاته الحقيقية في مجالات الصحة والتعليم والاتصالات والنقل وغيرها من المجالات الحياتية الأخرى وفق أساليب مدنية متطورة ومتحضرة. ولم تغفل خطط التنمية الشاملة مشاريع النقل متعدد الوسائط في كل أبعاده من طرق برية ووسائل نقل جوي وبحري برزت عبر منظومة متكاملة من مطارات وموانئ متطورة تدار وتشغل وفق أساليب وتقنيات عالية الجودة والأداء جعلت المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذه المجالات. وخلال الفترة الماضية أطلقت المملكة أضخم برنامج لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية يربط وسط البلاد بغربها وشمالها بجنوبها عبر ثلاثة مشاريع مهمة هي مشروع قطار الحرمين السريع الذي يربط المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظة جدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ بخط حديدي مكهرب يبلغ طوله 450 كيلومتراً. أما المشروع الثاني فهو المعروف بقطار الشمال – الجنوب الذي يربط وسط المملكة بشمالها بطول 2750 كيلومتراً عبر خطين رئيسين، يبدأ الأول من الرياض ويمتد باتجاه الشمال الغربي إلى الحديثة بالقرب من الحدود الأردنية، فيما يمتد الخط الثاني من نقطة المنتصف تقريباً من خط الرياض – الحديثة مروراً بمنطقة الزبيرة حيث مناجم ترسب البوكسايت وصولاً إلى منشآت المعالجة والتصدير في رأس الخير على ساحل الخليج العربي، والفرع الآخر يمتد من الرياض إلى الحديثة لخدمة مناجم الفوسفات في منطقة الجلاميد في شمال غرب البلاد، إضافة إلى فرع آخر لخدمة منطقة البسيطة الزراعية في الشمال الشرقي من البلاد، فضلا عن خط فرعي آخر لخدمة مدينة الجبيل الصناعية مع وصلة تربطها بمدينة الدمام، إضافة إلى المشروع الثالث في هذا البرنامج المعروف بمشروع «الجسر البري» الذي سيربط الشبكة القائمة بين الدماموالرياض بميناء جدة الإسلامي على البحر الأحمر بطول 950 كيلومتراً.