• لسوء حظه، لم يكد المجتمع السعودي يستعيد بعضاً من توازنه بعد تقلبات الطفرة المنحسرة التي غربلته وقلّبته بين كفيها ردحاً من الزمن، حتى وجد نفسه مقذوفاً في خضم العالم الجديد، برقميته، وتقنيته، وإعلامه، وتسارعه، وهلاميته! عالم صار كل شيء فيه يحتمل الواقع والافتراض، الشك واليقين، الحق والباطل! • تدلف إلى “الإنترنت” فتتلبسك الدهشة والحيرة! خلاف، اختلاف، تحزب، تخندق، اصطفاف، إقصاء، وضع ما تشاء من مصطلحات الشتات الفكري الذي ينخر المجتمع، ويفتته! • تبحث في معمعة الشتات عن القضية ولا تجدها، وإن تعثرت بها لن تستطيع الامساك بطرف منها، لأنها هلام لا يعرفها ولا يستطيع تعريفها حتى أشد المنافحين عنها! • الجميع غارقون في التفاصيل، وكل منهم له قضيته، المؤمن بها حد الوهم! الوهم صنع العدو، والمؤامرة، والخفافيش، وكل ما حيك بليل! • الجميع مفكّرون، هذا شيء جيد! لكن اللا جيد أن التفكير ليس آتياً من الفعل، بل صفة افتراضية يتوهمها أي أحد ويحاول إيهام العالم الافتراضي بها! • هذا العالم ينضم له المئات كل يوم! صغار مارقون من التعليم، متمردون على التربية، هاربون من الواقع! في اليوم الأول يتلمس طريقه في الزحام، في اليوم الثاني ينضم لإحدى القوافل العابرة، في اليوم الثالث يستقل، ويصبح مفكراً افتراضياً! • القضايا الكبرى مغيبة، ومن شقي بها، فليس له منها إلا الشقاء، لأنه “يغرّد” خارج “الأسراب”! • مجتمعنا لفظته الطفرة إلى العالم الجديد، فغصّ بالمرحلة!