• بمجرد استضافة أي مسؤول في قناة إعلامية، سواءً كانت مقروءة، أو مرئية، أو مسموعة، تجده يُفاجئ الناس ببداية تعيسة في استعراض لا داعي له، ومن ثم يحاول الهروب من الأسئلة قدر الإمكان، ويبقى كذلك في حالة دفاعية، وقد يتحوّل إلى مهاجم خطير، وكل ذلك بهدف الظهور أمام الناس بطريقة مختلفة، معتقدًا أن الناس لا يعرفونه، ولا علاقة لهم به، وبكل أمانة اكتشفتُ من خلال متابعتي لبعض البرامج التي تُقدم لنا لقاءات جادّة مع بعض المسؤولين في قطاعات خدمية، بهدف مواجهة المسؤول بالواقع، من خلال عملائه الذين هم مواطنون، ويلمسون ما يقدمه من خدمات، وهم وحدهم القادرون على تقييمها، ليتسنى للمسؤول تصحيح الأخطاء التي تصله بدقة، وواقع لا مغالطة فيه، اكتشفتُ أن ثقافة التبرير والتملّص من الأخطاء هي الثقافة الشائعة في زمن شفاف، لا يقبل إطلاقًا المراوغة والتسويف، فهل يقبل السادة المسؤولون هذا الواقع، ويتعاملون معه بواقعية، ويبتعدون قدر الإمكان عن التملّص من مسؤولياتهم، واللعب بمشاعر المواطنين..؟! •• تزعجني جدًّا كل الكلمات التي تنتهي بوعود، كقول مدير عام التعليم بمنطقة جازان الأستاذ شجاع بن ذعار القحطاني في إجابته عن أسئلة زميلنا وافي سواحلي، الذي قدّم تحقيقه الصحفي المنشور في عدد يوم الجمعة لهذه الجريدة رقم 17397على صفحة كاملة، والذي كان بعنوان: (جزيرة قماح على حافة التعليم والمعاناة اليومية تبدأ بعبور البحر)، وكانت إجابة مدير عام التعليم عن أسئلة الزميل بأن هذا الوضع سوف ينتهي قريبًا، وهذا يعني أن معاناة أهل قماح هي في طريقها للحل، فيالقريبًا هذه التي لم تنتهِ بعد، وحتى هذه اللحظة، وكوني أحد أبناء جزيرة فرسان، أعرف جيدًا معاناة جزيرة قماح مع البحر، ومع التعليم، منذ كنتُ طفلاً وكان عمري لا يتجاوز الاثنى عشر عامًا، حيث كنت أسمع كلمة قريبًا، هذه الكلمة أصبحت هي ذات البُعد، وهي التعب الذي لا ينتهي أبدًا، وهي العناء الثقيل، وهي معاناة الناس الذين أصبحوا يكرهونها كرههم للموت، وبالرغم من ذلك يصر بعض المسؤولين على استخدامها كإصرار رئيس بلدية خميس مشيط في لقائه بزميلنا الأستاذ داوود الشريان على أن مشكلة نفق خميس مشيط التي استمرت أربعة أعوام ستنتهي قريبًا، وفي زمن ستة أشهر، والذي أخشاه أن تصبح مشكلة النفق كمشكلة التعليم في جزيرة قماح، فقد أنهكتها كلمة قريبًا، وعذبت أبناءها وبناتها كثيرًا..! • خاتمة الهمزة.. من قول أبي الطيب: (أريد من زمني ذا أن أبلغه ما ليس يبلغه من نفسه الزمن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) هذه خاتمتي، ودمتم.