اعتاد كثير من المعلمين وعديد من المدارس في كل أسبوع أن تكون لهم نزهة خاصة أو كما تسمى ب "طلعة". ويعد اليوم المفضل لكثير من المعلمين هو يوم الثلاثاء أو "التلوثية" الذي أصبح منتصف الأسبوع، وكثير من المعلمين يعد اللقاءات المدرسية التي تكون خارج المدرسة من ضروريات الحياة المدرسية للترويح عن النفس والالتقاء بالزملاء خارج الدوام الرسمي وبعيداً عن روتين العمل. وكثير من اللقاءات يتم الإعداد لها مسبقاً وبجودة عالية، ويتم من خلال هذه اللقاءات تنمية العلاقات الإنسانية بين المجتمع المدرسي الواحد. وتتسم أجواء النقاش ب "الجدية" دون أن تخلو من الطرافة والتعليقات الساخرة، إضافة إلى ممارسة ألعاب رياضية لكسر الروتين وتبديد ضغوط العمل التي يعيشونها طوال اليوم الدراسي، ما دفعهم لإيجاد طرق لتغيير رتابة العمل، مع الحرص على إيجاد الألفة والمحبة بين زملاء العمل. وتُشكَّل لطلعة الثلاثاء مجموعات "ثنائية أو ثلاثية أو رباعية" تتولى جميع ما يتعلق بالطلعة، أو يتم تجزئة المهام بين أعضاء المدرسة، فتجد مجموعة تقوم بتجهيز مكان اللقاء والفرش، ومجموعة متخصصة في فن الطبخ وتجهيز المائدة، ومجموعة تقوم بتجهيز الشاي والقهوة وبعض المستلزمات الرئيسة وفق موازنة محددة مسبقاً، حيث يبدأ التجمع عصراً، ومن ثم يبدأ البرنامج الذي يتخلله الأحاديث التربوية والمجتمعية، وغالباً ما ينصبُّ الحديث حول الشؤون المدرسية. ويروي عدد من المعلمين: "يحتاج المعلمون لكسر رتابة العمل وأجواء الدوام، التي يطغى عليها الروتين، إلى إيجاد وقت للترفيه والتسلية، لذلك اشتهر المعلمون بعقد طلعة أسبوعية غالباً ما تكون يوم الثلاثاء، بغرض الاستمتاع إلى جانب الفائدة، ومناقشة مشكلات تربوية وتعليمية وبحث حلول مناسبة لها"، مشيرين إلى أن تلك النقاشات لا تخلو من المداخلات الطريفة والتعليقات الساخرة.