نفتخر بالأنثى السعودية عندما تعانق بنظراتها السماء، وتقطف نجوم أحلامها بيدها ونؤيد مطالباتها بحقوقها في نطاق الأولويات. لذلك أوجِّه رسالة من عدة سطور إلى مثقفات مجتمعي، قائلة فيها لاتطالبن باحتياجاتكن فقط، انظرن قليلاً تحت أقدامكن، انظرن إلى الأرض، فهناك من يشاركن السير عليها، وهناك أإناث لايستطعن رفع أنظارهن إلى السماء سوى للدعاء فقط، وأنتن لهن الأمل والصوت المسموع، فهي لن ينلن حقوقهن بيد «رجل» أنتن فقط مَنْ سيوصلن مطالباتهن، أنتن فقط مَنْ سيشعر بهن، وأنتن مَنْ سيلفت الأنظار لقضايا تشتت النظر عن مضمونها حتى تلاشت مع الزمن، لا تهرولن خلف قشور القضايا، متناسين أن الحلول لن تأتي إلا بصلاح وتحرر عقول مجتمع بأكمله من بعض الاعتقادات الدونية. ونظرات التقليل من قيمة الطرف الآخر، وتجاهل بعض التقاليد التي أرجعتنا لعصور الجاهلية وعصفت بمعاني الحياة، كيف تبحث المرأة عن حقوقها في مجتمع لا يتعاطاها كإنسانة، فهي دائماً موضع للنزاع والجدل، ينظرون إليها على أنها فتيل الخطايا والذنوب مجرد الاقتراب منها يقذف بهم الى الجحيم، من المحزن أنه في ظل كل ذلك الحراك التطويري للمجتمع تبقى المرأة في ظل ثقافة مجتمع يرفض أن يراها بنظرة أكثر إنسانية، فهي مقيدة تحت مسميات كثيرة «منتهية الصلاحية». كيف لإمرأة تربت ونشأت هكذا أن تبحث عن حقوقها التي نالتها نساء العالم، والتي نراها إلى الآن لاتناسب المرأة في مجتمعنا، عن أي حقوق نتحدث وهي حتى الآن لم تجد الطريقة لتنتزع بها أبسط حقوقها التي تضمن لها العيش بكرامة. المرأة في مجتمعي لايعنيها أن ينظر إليها العالم بأنها نموذج حي للتطور من الخارج، وهي بحاجة لعلاج نفسي من الداخل، لايعني لها كثيراً لقب «الملكة». «جميل أن يعكس خارجنا مافي داخلنا»… هنا أعتقد أن الأدوار قد اتضحت، وعليكن أن تنظرن بأمانة إنسانية، ماهي الأساسيات التي سترجع تلك الأنثى في مجتمعك إلى الحياة. لن تنهض بالمرأة في هذا المجتمع سوى امرأة تشاركها الحياة على هذه الأرض، لتثبت للجميع أن هناك كائنات أخرى خلقت كما خلقن واستحققن الحياة.. وكما قال محمود درويش (على هذه الأرض ما يستحق الحياة). نحترم كل رجل يؤمن بأن المرأة هي الأم، والأخت، والزوجة، والابنة..