وافق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على منحه شهادة الدكتوراة الفخرية في العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام، من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وعدّد مدير الجامعة الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل في تصريحات ل«الشرق» جهود خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الإرهاب، ودعم كل ما من شأنه تعزيز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة واليسر، مبيناً أن جامعة الإمام ستركز على هذين الجانبين من خلال البرامج والفعاليات التي ستطرحها، إذ ستكون هناك فعاليات مستقلة فيما يخص منح خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراة الفخرية، معلناً استثمار الجامعة فعاليات اليوم الوطني، التي ستنظمها لإبراز هذا الحدث المهم. وأرجع أبا الخيل خلال مؤتمر صحفي عقد أمس في مقر مجلس الجامعة، سبب اتجاه الجامعة في منح شهادة الدكتوراة في «العلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام» إلى أن خادم الحرمين الشريفين يعتبر أبرز شخصية عملت على إثراء العلاقات الدولية في العالم، كما أنه أوجد وسائل وأساليب ومناهج وطرقاً جديدة تعتمد على المصداقية والمصالح المشتركة وكل ما من شأنه تفعيل هذه العلاقة وتأطيرها ودفعها إلى الأمام. أما فيما يتعلق بتحقيق مبادئ الأمن والسلام، فقال: «الجميع يعلم أن خادم الحرمين الشريفين قد برز في هذا الجانب بروزاً لا يضاهى، ولا يمكن أن يقارن به أي قائد أو رئيس، وأننا نعلم الجهد الكبير والأعمال العظيمة، التي وجه بها من أجل مكافحة الإرهاب والإرهابيين والقضاء على التطرف والغلو والإفراط والتفريط والعمل على دحر أرباب الفتن ودعاة السوء والفساد، وأيضاً مطالبته العلماء وطلاب العلم والمتخصصين والباحثين بأن يواجهوا ذلك داخل المملكة وخارجها بكل صراحة وشفافية ووضوح دون مجاملة أو كسل أو خمول، وهو أمر لم يناد به أحد قبله». وأضاف: «لقد عملت الجامعة على عقد اجتماع عبر لجنة عليا من أجل إعداد برنامج حافل لهذا الحدث الكبير، حيث تم تشكيل لجنة لتفعيله وتدويله وتأطيره بما يتواكب مع أهميته». وبيَّن أن الجامعة طرحت عدة مبادرات ومقترحات منها إنشاء معهد باسم خادم الحرمين الشريفين للعلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام أو كرسي بحثي أو غيره، وسيتخذ في ذلك الإجراءات النظامية والرسمية والتعليمات، التي تسير بها الجامعة في مثل هذه الأعمال. وأوضح أن الجامعة رفعت باقتراح لعقد مؤتمر عالمي في هذه المناسبة يجمع أبرز المختصين في العالم بمكافحة الإرهاب والمختصين في العلاقات الدولية لإبراز دور خادم الحرمين الشريفين في مكافحة الإرهاب وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال بناءً على معطيات كثيرة وأمور مهمة، و«نحن ننتظر الموافقة على هذا المؤتمر». وقال الدكتور أبا الخيل «نعيش في هذا الوطن الغالي، الذي يزخر بنعم كثيرة، أعظمها وأكملها وأتمها إخلاص العبادة لله عز وجل، والمعتقد الصحيح النابع من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما كان عليه سلف هذه الأمة، فضلاً عن نعمة أخرى لا نراها إلا في هذه البلاد امتدت عبر قرون ثلاثة سبقت وستبقى عزيزة شامخة مهابة الجانب ممكنة منصورة، ألا وهي قيادتنا وولاة أمرنا الأماجد الأفذاذ، هذه الولاية الشرعية الراشدة التي قامت أساساً على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم». وأضاف «تحقق بفضل تطبيق شريعة الله وأحكامها ومبادئها ما نتفيأ ظلاله صباح مساء في كل شبر من أراضي هذه البلاد المباركة، أمن وأمان تام وطمأنينة واستقرار لا نظير لها في العالم، وهو ما يقر به القاصي والداني ويعترف به العدو قبل الصديق ويتمناه كل إنسان على وجه هذه البسيطة». وأشار أبا الخيل إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وهي تُعنى بعلوم السيادة والريادة العلوم الشرعية والعربية وغيرها من العلوم الإنسانية والاجتماعية والتطبيقية لتؤدي رسالتها وتحقق أهدافها، التي هي غاية في الأهمية ولا تخرج عن منهج ورسالة المملكة في الداخل والخارج، بل وعبر دول العالم وقاراته. وقال إن جامعة الإمام تضرب مثلاً رائعاً في التلاحم بين الراعي والرعية والحاكم والمحكوم، من حيث إعطاء كل ذي حق حقه كما يستحقه، إذ إن الجامعة تشمر عن سواعد الجد وتبذل الغالي والنفيس في سبيل دفع عجلة التعليم العالي ونشر مبادئ الوسطية والاعتدال، ومنهج السماحة واليسر والأحكام، التي من شأنها أن تبرز محاسن هذا الدين ومميزاته، فنرد على الغالين والجافين والمفرطين ونبين للناس أجمع أن مملكتنا الغالية، التي تنطلق من ديننا الحنيف وعبر مؤسسات متنوعة، وفي مقدمتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي رائدة في كل ما يبني ولا يهدم يعطي ولا يحرم يفي ولا يغدر. وأشار إلى أن للجامعة دوراً في توضيح أن هذا الدين دين الإنسانية والرحمة والعدل والمساواة ولا إكراه فيه، فجاء كاملاً شاملاً تاماً صالحاً ومصلحاً لكل زمان ومكان وأمة، وحقيقته وأسسه وأصوله تنطلق من بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم. وقال: «لم يكن ذلك ليتأتى وأن يكون لولا جهود جبارة وأعمال عظيمة صادقة مخلصة في هذا الزمن المتصارع المتسارع، الذي تتلاطم فيه الفتن كما تتلاطم الأمواج في البحار والمحيطات إلا بوجود أمثال هذا الرجل العظيم والقائد الحكيم الملهم خادم الحرمين الشريفين». وبيَّن أن الجامعة رغبت في أن تقدم ولو جزءاً يسيراً من حق والدنا وإمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، لأن جامعة الإمام في عينيه يسددها ويباركها ويدعمها ويتلمس كل حاجاتها لتؤدي رسالتها في درء المفاسد. وأعلن أبا الخيل إجماع مجلس الجامعة وكل فرد من منسوبيها، أحقية خادم الحرمين الشريفين في هذا التكريم والإشادة وإبراز ما يمكن إبرازه من أعماله التاريخية الخالدة. وأشار إلى أن الجامعة رفعت مقترحاً يتضمن منح خادم الحرمين الشريفين الملك درجة الدكتوراة الفخرية للعلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلامة، فجاءت الموافقة منه تأييداً وتشجيعاً ودعماً وتسديداً لجامعتكم الغراء. واعتبر أبا الخيل موافقة خادم الحرمين على الاقتراح تاجاً على الرؤوس وفخراً وعزاً تتشرف به الجامعة في كل المحافل وعلى كل الأصعدة الداخلية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية. ولفت إلى أن منح خادم الحرمين شهادة الدكتوراة الفخرية للعلاقات الدولية وتحقيق مبادئ الأمن والسلام لم يكن مصادفة ولم يكن مجاملة، ولم يكن مبالغة وإنما جاء من خلال حقائق يشهد بها الجميع ويتفيأ ظلالها كل إنسان في هذه البلاد المباركة وخارجها بل وأعظم من ذلك أنه القائد الأبرز والأقوى، الذي وقف في مواجهة الإرهاب ودعاته ومروجيه ومزيفيه من المبطلين والمنتحلين، بل هو الرجل الأول في الصراحة والوضوح في الطرح والمعالجة، بل هو الرجل الأول الذي نشط الهمم وآثار العزائم من أجل قيامها بواجبها تجاه هذه الفئات والجماعات والأحزاب المتطرفة أياً كان نوعها. وقال: «أأتوا لي بملك أو رئيس قام بشيء قليل بمثل ذلك»، مضيفاً أنه القائد الملك الذي ربط العلاقات الدولية وجعل لها أسساً ومنطلقات بعيداً عن المهاترات والسياسات لأنه صاحب فطرة سليمة وعقل كبير وعاطفة جياشة وقلب صادق وإسلام نابع من حقائقه وأركانه حتى حصل على الجوائز والأوسمة، التي سمعنا وتسامعنا عبر وسائل الإعلام وهو يستحق أكثر من ذلك. يضاف إلى هذا ما نادى به من مبادرات متنوعة ومختلفة كلها تصب في مصلحة المجتمع الدولي والعالم أجمع من ترسيخ مبادئ الأمن والأمان والسلام، بل إنه يبذل مقدرات معنوية هائلة من أجل أن يعيش كل إنسان في أرضه بهدوء وطمأنينة بعيداً عن كل المكدرات والمنغصات. وأوضح أن هذا يقودنا إلى أن هذا الرجل الكبير الكريم العظيم لا يحصر تاريخ عمله وجهوده في هذه الفترة، بل منذ أن تسنم الأعمال الحكومية والرئاسية وهو يعمل بدون كلل أو ملل حتى تسنم ملك هذه البلاد فراح يضرب أشواطاً بعيدة في إيصال حقائقها ومبادئها إلى كل مبتغ للحق ناشد للخير. وقال أبا الخيل: «نهنئ أنفسنا نحن منسوبي الجامعة على هذه الموافقة الكريمة، ولا شك أن هذه الموافقة وهذا المنح له معانٍ كبيرة ودلالات عميقة كلها ستصب فيما يدعو إليه خادم الحرمين الشريفين من العلاقات الدولية المتميزة وإثرائها، وكذلك مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه، وبالتالي تحقيق مبادئ الأمن والسلام في الداخل وعبر العالم أجمع». وأوضح أن الجامعة عقدت هذا المؤتمر الإعلامي الكبير لإبراز هذا الحدث وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وشكلت لجاناً عليا وتنفيذية لتفعيل كل ما من شأنه وصول جهود خادم الحرمين الشريفين في هذين المجالين إلى كل مبتغٍ للخير وناقل للحقيقة داخل المملكة وخارجها، وستستمر هذه البرامج متناغمة ومتناسقة مع الاحتفال باليوم الوطني في عامه الرابع والثمانين. ولفت أبا الخيل إلى أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جامعة شرعية علمية وطنية تطبيقية عالمية، ولها أهداف ورسالة غاية في الأهمية تنبع من أصول هذا الدين الحنيف المستمد من الكتاب والسنة وفق منهج معتدل وسطي يثري جوانب السماحة واليسر ورفع الحرج، وما جاء به الإسلام من معانٍ عظيمة وشمائل وكمائل لو طبقت كما جاءت لساد العالم أجمع الخير والفضل والنماء. ووفقاً لأبا الخيل فإن الجامعة تركز على ما يتعلق بالمنهج والتأصيل والتأطير وتصفية الأفكار المنحرفة ثم تتوجه إلى تربية النشء على مبادئ الخير والفضل، ولذلك لست وحدي الذي يقوم بهذا العمل، الجامعة تمتاز بأن عملها مؤسسي، ينطلق من مجالس ولجان، كل واحد من منسوبي الجامعة ذكوراً وإناثاً يشارك إذا كانت لديه الهمة والحرص ويريد أن ينفع، فالأبواب مفتوحة، ومن هنا نرى أن الأعمال تتواكب والتعاون يتناغم ونصل إلى نتائج طيبة وتحقيق أهداف غاية في الأهمية. وأشار أبا الخيل إلى أمرين وصفهما بالمهمين: الأول هو تعزيز الانتماء لهذا الوطن، وهذا سهل صعب، سهل لمَنْ أراد أن يعمل فيه، وصعب على مَنْ لديه إشكال فيه، والأمر الثاني هو تحقيق الأمن الفكري والعقدي بمفهومه الشامل، خاصة أن الشباب والشابات تتلاوحهم أفكار ومبادئ هدامة عبر وسائل الإعلام التقليدية أو وسائل التواصل الاجتماعي.وطالب الطلاب والباحثين والمتخصصين والأساتذة والمدرسين والدعاة والقضاة بتوجيه الشباب نحو الوجهة الصحيحة المنطلقة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.