تكررت حادثة تعذيب الحيوانات مرتين في أقل من 10 أيام ، فبعد أن وجّهت الهيئة السعودية للحياة الفطرية بالقبض على الممثل الذي عذَّب الثعلب وإنزال أشد العقوبات عليه تلقت «الشرق»أمس مقطع «فيديو» لشباب من منطقة سراة عبيدة التابعة لمنطقة عسير يحرقون ثعلباً وتعذيبه بسبب أكله 30 دجاجة -على حد قولهم في الفيديو-. من جهته توعَّد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية الأمير بندر بن محمد آل سعود المتورطين في تعذيب الثعلب وحرقه ب«العقاب الرادع» وأكد ل «الشرق» أنه ستتم مباشرة التعامل مع المتورطين في المقطع بالرفع لوزير الداخلية وسيتم فوراً توجيه الجهات المختصة لإلقاء القبض عليهم». وقال «إن قتل الحيوانات المفترسة التي تهاجم الإنسان والحلال لا يلام عليه أحد فهذه طريقة التعامل في العالم كله مع الحيوانات المفترسة إما بالقتل أو الإمساك، ولكن طريقة القتل البشعة والمجاهرة بهذا هو ما تعاقب عليه الأنظمة وهذا ما طبق مع الذين مثلوا بالثعلب قبل عشرة أيام تقريبا»، وطلب الأمير بندر بن محمد من «الشرق» إرسال الفيديو الخاص بالأشخاص الجدد الذين عذبوا الثعلب بالإحراق لرفعه لوزير الداخلية لمحاسبتهم مثلهم مثل غيرهم. وأضاف «نحن كمجتمع مسلم متمسك بالكتاب والسُّنَّة وكمجتمع عربي لدينا تراث عريق وكجزء من المجتمع الإنساني الكبير لا نرضى أبدا التعذيب والتمثيل لأي من مخلوقات الله عز وجل الذي سن لنا طرقاً حضارية تجمع بين الرحمة والرأفة للتعامل مع جميع الكائنات من الجماد للإنسان، فأي إنسان في هذا المجتمع يعتدي على هذه الكائنات الحية والحياة الفطرية بطريقة بشعة وقبيحة وعلى حقوقها، فإن الدولة قد سنت أنظمة تطبق على من يخالفها ويعتدي وهذه الأنظمة مراعية للكتاب والسنَّة وعاداتنا وتقاليدنا وكذلك مراعية للأنظمة العالمية التي تتماشى مع الكتاب والسنَّة من خلال التعامل مع جميع المخلوقات». وتابع «أهيب بجميع المواطنين بأن يحترموا القيم الإنسانية والإسلامية لما فيه مصلحة الوطن ورفعته وسمعته أمام الدول الأخرى، وهذا الأمر الذي حدث لدينا من تعذيب للحيوانات هو أمر حاصل في جميع دول العالم وللقضاء على هذه الظاهرة لابد من تطبيق النظام بحق هؤلاء وتصحيح وضعهم من خلال المناصحة والتبيين لهم وتوعيتهم حول هذا الخطأ الذي ارتكبوه، وقال بالنسبة للعقوبات فهنالك أنظمة للدولة متخصصة في جميع المجالات فالإنسان الذي يخرق النظام يعرض على المحاكم واللجان المتخصصة في هذا المجال وسيتخذ بحقه العقاب الرادع الذي يطبَّق على كل مخطئ.» من جهته قال أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى، الدكتور محمد السعيدي: إن هؤلاء الشباب ارتكبوا محرمين، الأول التعذيب بالنار فلا يعذب بالنار إلى رب النار وهذا قد ورد فيه آثار، والأمر الثاني هو تصوير هذا المقطع ونشره ولا شك أن نشر مثل هذه المقاطع هو نشر لعمل سيئ بين الناس ويجب أن يناصح أمثال هؤلاء ويشهر بهم، والثعلب حينما يأكل الدجاج إنما هو مفطور على ذلك كالإنسان في ذهابه للصيد فلا يجوز تعذيبه على ما فطره الله عليه». وأضاف «يمكن قتل الثعلب ولكن دون تعذيب لقوله – صلى الله عليه وسلم – إذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ) وما قاموا به ليس من الإحسان، وأكد أن الأصل في ذبح الحيوانات المفترسة الجواز ولكن يحرم تعذيبها».