هناك مشاعر لا أحاديث تفسرها، وقرارات لا تكون مقنعة ما لم يشترك بها «عقلك» و«قلبك»، وهناك أحاسيس ثائرة، متمردة، تبقى خامدة وخاملة تحت ضغط التخاذل والانكسار الإجباري، هم رافضون لتلك القيود باستحياء وبابتسامة، متجاهلين كل مشاعر الرضا المزيف داخلهم. هنا يموت الأحياء..! عندما يفقدون أجزاء من شخصياتهم كل لحظة، وأجزاء من ملامحهم تضيع رغماً عنهم، وعندما يصاب الإنسان باليأس نجده «هو» فاقداً لتفاصيله، تحت مسمى «النسخ المكررة من البشر». كيف لشخص كهذا يستطيع أن يجمع ما تبقى من ذاكرته ليكون كما يريد «هو» وليس كما يريد الآخرون منه أن يكون؟ كيف يستطيع أن يقف ليرى ملامحه في مرآته الخاصة؟ كيف يمكن أن تولد أحلامه بعيداً عن واقعه المفروض عليه وأن يجد ذاته في كل الزوايا بأفكاره الحرة بعيداً عن اختناقات عالمه المسير؟ عليه أن يعترف بأن الأحلام لا تتحقق من خلال أيدي وعقول الآخرين، عليه أن يغلق أبواب الاستسلام والرضوخ والانكسار أمامهم، ويكون نضوجه في جميع الجوانب. إنه الاعتراف الوحيد أمام ذاته بأنه غادر تلك الفئة ليعيش قناعاته، واعتقاداته، وطموحاته، وأحلامه؛ ليعيش «هو» وليس «هم».