شهدت العاصمة اليمينة صنعاء أمس تصعيدا جديدا من قبل حركة الحوثيين التي يقودها عبد الملك الحوثي، وأكد مصدر من وزارة الداخلية في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أن مجموعة من الحوثيين «حاولوا الدخول بالقوة لاقتحام مقر مجلس الوزراء في وسط صنعاء، غير أن قوات الأمن المكلفة بحراسة المجلس قامت بواجبها القانوني ومنعتهم من ذلك»، وأطلقت الشرطة اليمنية النار لتفريق المحتجين الموالين للحوثيين ما أدى إلى مقتل 7 أشخاص. واتهم الدكتور عادل شجاع الدين عضو لجنة الحوار الوطني جهات معينة ونافذة بتسهيل وصول الحوثيين إلى صنعاء وقال ل «الشرق»: إن الحوثيين باتوا فعلا يسيطرون على العاصمة لكن بشكل خفي، وأكد أن الحوثيين يريدون الاستيلاء على صنعاء مهما كان ثمن ذلك. وأشار إلى أن هناك مخططا لتقسيم البلاد تعمل عليه أيدٍ خفية، وإعلان انفصال الجنوب، وإقامة دولة الحوثيين التي ستمتد من صعدة شمالا إلى عمران وصنعاء وصولا إلى محافظة حجة، وأضاف أن الحوثيين يريدون دولة لها كافة المقومات بمنفذ على البحر. واتهم شجاع الدين الحوثيين بأن ليس لديهم سوى مشروعهم، وما يرفعونه من شعارات مطلبية ليست سوى قميص عثمان لجر بعض القوى السياسية خلفهم، وأشار إلى أن الحوثيين يشعرون يوما بعد يوم أنهم يمتلكون عناصر القوة، مما يجعلهم يذهبون في مشروعهم حتى النهاية. وحول الدور الإيراني في دعم الحوثيين قال شجاع: إن هناك ارتباطات واضحة بين الحوثيين وإيران، لكن المشكلة لا تكمن في التدخل الخارجي بقدر ما تكمن في الداخل، فلو كان لدى القوى السياسية الإرادة لما استطاع الخارج أن يتدخل، وأكد أن القوى السياسية مفلسة وإمكاناتها محدودة، وأن الحوثيين لم يكن ليستطيعوا التحرك بكل هذه القوى لولا دعم عناصر من القوى الأخرى والانضمام لهم في الشارع، لاعتقادهم أن شعارات الحوثي ستحررهم من الفاقة وتصلح الأوضاع الاقتصادية المتردية، وأضاف أن القوى السياسية اليمتية مفلسة وغير جادة في تحقيق اصلاحات. وحول دور حزب المؤتمر الشعبي والرئيس السابق علي عبدالله صالح فيما يجري باليمن قال شجاع الدين: إن الرئيس السابق تحت الإقامة الجبرية ولا يستطيع التحرك، وأشار إلى أن حزبه أيضا غير قادر على الحركة رغم أنه قوة كبيرة في اليمن، وأنه لابد أن تأخذ القوى الكبرى في اليمن دورها لتعيد الأمور إلى نصابها. وأكد شجاع الدين أن ما يجري اليوم في اليمن هو تصفية حسابات سياسية بين القوى اليمنية الكبرى التي عاشت في زمن النظام السابق، وقال إن هذه القوى أصابها العمى أو أصبحت قوى مفلسة غير قادرة على قراءة الواقع وكيف يجب أن يكون عليه المستقبل، وأكد أن القوى السياسية في اليمن تعرف ما الذي لا تريده ولا تعرف ما الذي تريده. وأوضح شجاع أن الإخوان المسلمين والحوثي لا يمكن أن يمثلوا مشروعا مستقبليا لليمن.