أنهت أمس فرق الإطفاء الخاصة بمصنع شركة ساسرف في الجبيل الصناعية إخماد حريق محدود وبسيط كان قد شب في أحد خطوط الإنتاج بالشركة، فيما لم يتلق الدفاع المدني أو فرقة الجبيل للطوارئ «جماعة» أي بلاغ بالحريق. وقال ل «الشرق» المتحدث الإعلامي للهيئة الملكية للجبيل وينبع الدكتور عبدالرحمن العبدالقادر إن الحريق كان بسيطاً ومحدوداً جداً، وتمت السيطرة عليه من قبل فرق الإطفاء الخاصة بالشركة دون الاستعانة بأي أطراف خارجية كلجنة الجبيل للطوارئ «جماعة» أو غيرها. مؤكداً أنه لم ينتج عن الحادث أي خسائر أو إصابات. فيما بدأ الحريق في حوالي الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق، وتمت السيطرة عليه في غضون ساعة إلى ساعة ونصف وبجهود إطفاء الشركة فقط. وعن التلوث في المدينة جراء الحريق وتصاعد الدخان أكد العبدالقادر أن المختصين في البيئة زاروا الموقع ولم يحدث أي إفرازات مضرة بالبيئة حسب إفادة مسؤولي البيئة. وتعد شركة «ساسرف» إحدى المصافي المشتركة بين عملاقي النفط والتكرير في العالم: أرامكو السعودية وشل العالمية؛ حيث تمثل النموذج الناجح للاستثمارات الأجنبية في المملكة. وفي عام 1986م وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود تم تدشين مصفاة «ساسرف» التي تعتبر واحدة من أحدث المصافي في العالم. وفي عام 1981م تم توقيع اتفاقية بين المؤسسة العامة للبترول والمعادن (بترومين) آنذاك وشركة شل العالمية تقضي بتأسيس مجمع لتكرير البترول في مدينة الجبيل الصناعية. حيث بدأت أعمال الإنشاءات في عام 1982م واكتملت في عام 1984م فيما بدأ التشغيل الفعلي لوحدات المصفاة في عام 1985م. وفي فبراير عام 1989م، انتقلت ملكية حصة بترومين إلى الشركة السعودية العربية للتسويق والتكرير (سمارك)، وفي يوليو عام 1993م انتقلت ملكية حصة سمارك إلى شركة الزيت العربية السعودية (أرامكو السعودية). وتولي شركة ساسرف جل الرعاية والاهتمام لتطوير مستويات الأداء في إطار التزامها الجاد الرامي إلى الاضطلاع بواجبات العمل المناط بها على أكمل وجه. وتضع الشركة نصب أعينها عدداً من الأولويات ومنها فعالية الأداء وسلامة التشغيل والحرص البالغ على حماية البيئة. كما تهدف «ساسرف» إلى زيادة الربحية دون الإخلال بمعايير الأمن والسلامة وحماية البيئة، وذلك في إطار من العمل الجاد الرامي إلى تطوير الكوادر المتخصصة والمدربة من مختلف الجنسيات والقادرة على مجاراة التنافس في شتى الأسواق العالمية. كما تولي الشركة اهتماماً بالغاً بتطوير الكوادر الوطنية والارتقاء بمستوى الكفاءات السعودية بغية تمكينهم من تحمل المسؤولية الكاملة والاضطلاع بدور متميز في تفعيل أوجه الأنشطة العديدة للشركة وعلى جميع المستويات في محيط عمل يتسم بروح الفريق. بلغ عدد العاملين في «ساسرف» عام 1993م نحو 847 موظفاً كانت نسبة السعوديين منهم 73.70%، وبلغ عدد العاملين في الشركة حتى نهاية شهر يونيو 2005 (559) موظفاً بلغت نسبة السعوديين منهم 88.3%. وقد كانت من نتائج تطبيق الشركة لبرامج السعودة أن حصلت على جائزة الأمير نايف للسعودة للمرة الثانية؛ حيث حصلت على هذه الجائزة في نهاية عام 2004 وذلك عن سنة 2002. تستهلك مصفاة ساسرف يوميا نحو 305 آلاف برميل من الزيت العربي الخفيف ونحو 1500 طن من الغاز الطبيعي، وذلك لإتمام العمليات التشغيلية للمصفاة لإنتاج مشتقات البترول. تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية لمصفاة «ساسرف» 305 آلاف برميل يومياً، مما جعلها تحتل موضعاً متقدماً ضمن كبريات المصافي في العالم. وتضم المصفاة وحدتين لتقطير الزيت الخام، ووحدة التكسير الهيدروجيني، ووحدة البنزين العطري، ووحدة التهذيب البلاتيني، وأخيراً وحدة إنتاج زيت الغاز بالتكسير الحراري. يتم توليد نحو 70% من الطاقة الكهربائية في المصفاة عن طريق مولدين للكهرباء بطاقة خمسة ميجاوات لكل منهما، ونحو 34 ميجاوات يتم توليدها عن طريق عملية الدمج بين وحدة زيت الغاز الحراري ووحدة تربين الغاز مع وحدة استرجاع الحرارة. في حين يتم الحصول على الطاقة المتبقية من الشركة السعودية الموحدة للكهرباء. وتقوم شركة مرافق الجبيل بتزويد المصفاة بمياه التبريد ومياه الشرب في حين تقوم شركة سابك بتزويد المصفاة بالنيتروجين. وتقوم شركة أرامكو السعودية بتزويد المصفاة بالزيت العربي الخفيف والغاز الطبيعي بواسطة الأنابيب. وتقوم «ساسرف» بتزويد أرامكو السعودية بمنتجاتها من غاز البترول المسال والكبريت في حين تقوم بتزويد شركة صدف إحدى شركات سابك بمادة البنزين العطري عبر الأنابيب. أما باقي منتجات المصفاة مثل النافثا والكيروسين والديزل وزيت الوقود الثقيل فتصدر إلى الخارج بواسطة البواخر من مرافق الشحن التابعة للمصفاة في ميناء الملك فهد الصناعي بالجبيل.