وجود الإنسان وخلقه وجد بضوابط ومقاييس أهمها مقياس «الوقت». فأوقات الصلوات والزكاة والصوم وكثير من العبادات محددة بوقت معيَّن، وهذه إشارة صريحة عن أهمية الوقت لنا كمسلمين. الوقت أهم كنز نمتلكه، متى ما استثمرناه الاستثمار الأمثل، فإننا سنصل إلى النجاح، ومتى ما بددناه دون هدف لازمنا الفشل. مع كل نهاية عطلة صيفية تبدأ التساؤلات حول الأوقات التي مضت: هل استفدنا منها الفائدة المثلى؟ هل حققنا جميع الأهداف التي وضعناها مع بداية العطلة؟ وعديد من التساؤلات المختلفة وإن كانت إيجابية وتدل على وعي الشخص، لكنها عديمة الجدوى بعد فوات الآوان. كي لا أتحدث بمثالية فأنا وأنت وفئة كبيرة من مجتمعنا نواجه مشكلة ضخمة في إدارة الوقت الذي سنسأل فيما قضيناه وكيف أمضيناه. ولكي تدرك قيمة الثواني اسأل شخصاً نجا من حادث، ولكي تدرك قيمة الدقائق اسأل شخصاً فاتته رحلة الطائرة، ولكي تدرك قيمة الساعات اسأل مريضاً في غرفة العمليات. عزيزي القارئ الكريم لن تتقدم أمة لا تحترم الوقت وتقدِّره ولأضرب مثالاً لا للحصر، اليابان تعد من أكثر الدول تقدماً اقتصادياً وصناعياً ومعرفياً وهي كذلك من أكثر الدول إدراكاً واهتماماً بالوقت لدرجة أن معدل تأخير القطارات في اليابان خلال السنة 7 ثوان فقط!! فن إدارة الوقت يبدأ من النشء إذ يجب على المدارس حث الطلاب على احترامه والتقيد به بالممارسة والقدوة أكثر من التلقين لنصبح مجتمعاً مميزاً ناجحاً، ولنحقق رسالة الإسلام الخالدة التي تحث على التميز في كل مجال. الوقت لا ينتظر أحداً، كل لحظة تمتلكها ثروة وكل لحظة تستغلها كنز!!