وضع أمير المنطقة الشرقية حل مشكلة استهلاك مياه الري في دائرة المزارعين، وحثهم على المحافظة على المياه؛ كونه واجبا دينيا ووطنيا، كما دعا الهيئة إلى التوعية الزراعية من خلال إقامة الورش للمزارعين في الفترات الموسمية. مؤكداً أن هناك احتياجاً لتطوير عمليات الري والترشيد من استهلاك المياه، داعيا الأسر صاحبة الإرث الزراعي إلى المحافظة على ذلك، ونقل ذلك لجيل الشباب من أبنائها. جاء ذلك لدى استقباله، مساء أمس الأول، في «الإثنينية» مسؤولي وأهالي المنطقة، ومدير هيئة الري والصرف في الأحساء المهندس أحمد الجغيمان؛ ومنسوبي الهيئة. وقال الأمير سعود بن نايف «إن الهيئة حظيت باهتمام حكومتنا الرشيدة منذ ما يزيد عن أربعين عاماً؛ حيث افتتح المشروع الملك فيصل -رحمه الله- وقامت بالدور المأمول والمطلوب منها، في ذلك الوقت؛ واستمرت بالقيام بدورها على أكمل وجه، ومواكبة مستجدات العصر، وأسهم المشروع الهندسي في المنطقة للري والصرف، بما يشتمل عليه من مرافق، في إحداث نقلة نوعية وإسهام فاعل في مرافق التنمية المختلفة، بإيجاد شبكة من قنوات الري تصل إلى كل المزارع القائمة في واحتي الأحساءوالقطيف». وأضاف «إن بلادنا وجدت أن المُزارع لابد أن يعمل له ما يستطاع ليحافظ على هذا الإرث ولا يفرط فيه، وبذلك توجهت إلى شراء المحاصيل وإرسالها للدول المحتاجة، وهذه إحدى النعم التي منّ الله بها على بلادنا بإعانتها لأشقائها الدول الإسلامية». واستعرض مدير هيئة الري والصرف في الأحساء ما تقوم به الهيئة من خطط وبرامج ومشاريع لخدمة المزارعين والمواطنين في مناطق خدماتها، مؤكدا اهتمام ودعم الدولة بهذا الجانب، من خلال اعتمادها مشاريع عدة، ستساهم حال اكتمالها في توفير المياه اللازمة دون هدر، أو استنزاف للمياه الجوفية، وتحقيق الاستدامة المأمولة. وقال الجغيمان «إن من أبرز مشاريع الهيئة، مشاريع إعادة تأهيل شبكات الري المفتوحة حاليا، وتحويلها إلى شبكة من الأنابيب المغلقة مع ما يلزمها من محطات الضخ وخزانات المياه؛ حيث باشرت الهيئة في تنفيذ هذا المشروع الحيوي والمهم من خلال تجزئة الواحة إلى 10 قطاعات، تم العمل على ترسيتها والبدء في تنفيذها بتكلفة إجمالية تقارب 1100 مليون ريال، بحيث تصل لكل المزارع، والبالغ عددها 23 ألف مزرعة. وأضاف أن من مشاريع الهيئة كذلك مشروع ترشيد استهلاك المياه الجوفية في أغراض الري، الذي بدأ منذ عدة سنوات بهدف الاستفادة مما هو متاح من المياه المعالجة في الأحساء، مبينا أن كمية المياه اليومية تبلغ حوالي 140 ألف متر مكعب، أي ما يقارب 50 مليون متر مكعب في السنة، تمثل حوالي 55% من كمية المياه التي توفرها الهيئة سنويا، كما باشرت في البدء بتنفيذ مشروع نقل المياه المعالجة من الخبر إلى الأحساء بطاقة 200 ألف متر مكعب في اليوم، وبتكلفة 750 مليون ريال. وأشار إلى استمرار تغطية أجزاء من المصارف الزراعية خاصة الرئيسة منها، وبلغت الأطوال لهذه المصارف في الأحساء ما يزيد عن 150 كيلو متراً، خلال الخمس سنوات الماضية، وفي منطقة القطيف ما يزيد على 40 كيلو مترا، وبتكلفة إجمالية تزيد عن 200 مليون ريال، وتطوير وتحديث مصنع تعبئة التمور في الأحساء، لافتا إلى أن الحكومة الرشيدة تقوم بتوزيع التمور من خلال برنامج الغذاء العالمي والإعانات المباشرة إلى الدول المحتاجة في العالم وبكمية 7000 طن. كما تلقى تقريرين من مدير عام هيئة الري في الأحساء المهندس أحمد الجغيمان، ومن رئيس اللجنة الزراعية في غرفة الأحساء مهدي الرمضان. فيما تحدث مدير مكتب الإفتاء في المنطقة الشرقية الشيخ خلف المطلق عن أهمية النخل والاهتمام به وزراعته، والاستفادة من ثماره، مؤكدا ضرورة الاهتمام بتسويق التمور، ليستفيد المزارعون من محاصيلهم، على أن تكون بأسعار غير مبالغ فيها. من جهة أخرى اطلع أمير الشرقية الأمير سعود بن نايف بحضور نائبه الأمير جلوي بن عبدالعزيز أمس على معرض هيئة الري والصرف في الأحساء المقام في مقر الإمارة بالدمام . وكان في استقبالهما في المعرض مدير عام هيئة الري والصرف في الأحساء المهندس أحمد بن عبدالله الجغيمان؛ حيث قدم لهما شرحا تعريفيا لمصنع تعبئة التمور في الأحساء وخدماته في شراء 25 ألف طن سنويا من التمور من مختلف مناطق المملكة، والعمل على تعبئتها وتوزيعها على المحتاجين داخل المملكة وخارجها من خلال الجهات المعنية بذلك، وكذلك برنامج الغذاء العالمي. كما أطلعهما المهندس الجغيمان على برنامج نقل المياه المعالجة ومشروع تحويل قنوات الري إلى أنابيب مغلقة وتغطية المصارف الزراعية. ويتضمن المعرض لوحات تعريفية تبين حجم كميات المياه السنوية المخصصة للري التي بلغت في الأحساء 87.5 مليون متر مكعب للعام 2013م، بالإضافة إلى عرض لأهم المنتجات الزراعية من التمور والرطب والخضار والفواكه.