أعدم مسلحون تقودهم حركة حماس في غزة أمس الجمعة 18 فلسطينياً اتهمتهم بالتخابر مع إسرائيل بعد يوم من تعقُّب إسرائيل ل 3 من قادة حماس الكبار وقتلهم. وكان هؤلاء أبرز قادة من حماس تقتلهم إسرائيل في الحرب الدائرة منذ 6 أسابيع. وقال شهود إن 7 أشخاص قُتِلُوا رمياً بالرصاص أمام مصلين خارج مسجد في أحد ميادين غزة الرئيسة في أول عملية إعدام علنية في القطاع منذ التسعينيات. وفي عملية الإعدام العلنية، قتل نشطاء ملثمون يرتدون ملابس سوداء المتهمين بالتخابر الذين غُطِّيَت رؤوسهم وكُبِّلَت أيديهم أثناء خروج المصلين من المسجد العمري في ميدان فلسطين أحد أكثر ميادين غزة ازدحاماً. وقال مسؤولو أمن من حماس إن 11 شخصاً آخرين قُتِلُوا في مركز شرطة مهجور بالقرب من مدينة غزة. وقال موقع المجد المؤيد لحماس «في ظل الوضع الميداني والتطورات الخطيرة التي تجري على الأرض صدرت قرارات صارمة بالبدء بمرحلة خنق رقاب العملاء والتعامل الثوري مع المشبوهين والعملاء في الميدان مع ضرورة عدم التهاون مع أي محاولة لخرق الإجراءات الأمنية التي فرضتها المقاومة». ووُضِعَ خطاب إدانة موقَّع من «المقاومة الفلسطينية» على جدار قرب المكان الذي رقدت فيه جثث القتلى جاء فيه «قدموا معلومات للعدو عن أماكن رباط وأنفاق وأماكن عبوات ومنازل مجاهدين وأماكن صواريخ قام الاحتلال بقصف غالبيتها ونتج عن ذلك عديد من الشهداء من المقاومين، وبناءً عليه تم تنفيذ حكم العدالة الثورية». وتأتي الحملة الصارمة ضد الذين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل بعد قتل 3 من قادة الجناح العسكري لحماس في غارة جوية إسرائيلية أمس الأول الخميس، واعتمد هذا الهجوم على معلومات مخابراتية دقيقة بشأن أماكنهم. وبدأت إسرائيل هجوماً على القطاع في 8 يوليو الماضي بهدف معلن هو «وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود من غزة». وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية نفذت أكثر من 25 هجوماً جوياً في غزة أمس الجمعة وقتلت 4 أشخاص. في المقابل، قالت مصادر أمنية إسرائيلية إن قذيفة مورتر أُطلِقَت من غزة قتلت طفلاً إسرائيلياً (4 سنوات) في مزرعة على الحدود أمس الجمعة. والطفل هو رابع مدني يُقتَل في إسرائيل منذ اندلاع الصراع في الثامن من يوليو وأول قتيل إسرائيلي منذ انهيار الهدنة التي توسطت فيها مصر. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن أكثر من 60 صاروخا أُطلِقَت من غزة على إسرائيل أصاب واحد منها معبداً يهودياً في مدينة أسدود مما أدى إلى إصابة 5 أشخاص. وقُتِلَ أكثر من 2070 فلسطينياً منذ أن بدأت إسرائيل هجومها على قطاع غزة معظمهم مدنيون، بينما دُمِّرَت أجزاء كبيرة من قطاع غزة ما أدى إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص من سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة، كما قُتِلَ 64 جندياً إسرائيلياً. إلى ذلك، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ب «التعاون بين جيش إسرائيل وجهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) في تنفيذ الهجوم الذي أظهر قدراً كبيراً من المعرفة بأماكن قادة حماس». وأعلنت حماس أن قادتها الثلاثة الذين قُتِلُوا هم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم، قائلة إنهم كانوا في الصفوف الأولى في الصراع مع إسرائيل على مدى عقدين. ومنذ انهيار هدنة مدتها 10 أيام يوم الثلاثاء الماضي، ركَّزت إسرائيل هجماتها على القيادة العسكرية لحماس.