نشر مقاتلو «داعش» اليوم (الثلاثاء)، مقطع فيديو بعنوان «رسالة إلى أميركا»، جاء فيه، للرئيس باراك أوباما خيارات صعبة قد تحدد شكل المرحلة المقبلة للدور الأميركي في العراق، وموقف الشعب الأميركي منه، بما قد يدفعه للغوص في صراع، كان وصل إلى الرئاسة بناء على تعهد بإنهائه. ويظهر في الشريط أيضا، أحد عناصر التنظيم وهو يذبح الصحافي الأميركي جيمس فولي، وصورة لصحافي أميركي آخر قالوا إن حياته تتوقف على مسلك الولاياتالمتحدة في العراق. وفي بداية الشريط، ومدته خمس دقائق تقريبا، يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يجيز توجيه ضربات جوية إلى التنظيم، ويظهر بعدها مقتطف لإحدى الضربات الجوية التي نفذتها المقاتلات الأميركية، فرسالة من الصحافي مدتها نحو دقيقتين، وأخيرا عملية الذبح التي ارتكبها عنصر من «داعش» يرتدي اللباس الأسود ويتكلم اللغة الإنجليزية بلهجة بريطانية. فيما لم يصدر أوباما بيانا علنيا بشأن ما جاء في الفيديو، حتى يتسنى التأكد من صحته رسميا. ومن جهتها، قالت كيتلن هايدن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض في بيان «إذا كان حقيقيا فنحن نشعر بالفزع لقتل صحافي أميركي بريء بوحشية، ونعبر عن أصدق عزائنا لأسرته وأصدقائه». ولم يكن في الرسالة البشعة أي مواربة، فقد كانت تحذيرا من رد أكبر يستهدف الأميركيين، بعد الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت مواقع المتشددين على مدى أسبوعين، وأوقفت تقدم «داعش» الذي استولى منذ يونيو (حزيران)، على ثلث العراق من دون مقاومة تذكر. وكان مسلحون خطفوا فولي (40 سنة)، في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2012 بشمال سوريا، بينما كان في طريقه إلى الحدود التركية وفقا لما ذكرته نشرة «غلوبل بوست» التي تصدر من بوسطن، وكان فولي يعمل لها صحافيا حرا. وعمل فولي في منطقة الشرق الأوسط لمدة خمس سنوات، وسبق أن تعرض للخطف في ليبيا وأطلق سراحه. أما الصحافي ستيفن سوتلوف الذي ظهر في نهاية الفيديو فقد اختفى في شمال سوريا في يوليو (تموز) عام 2013. وكان يعمل لحساب مجلة «تايم» ومؤسسات صحافية أخرى. وفي صفحة على «فيسبوك» مخصصة لفولي تقول رسالة من والدته دايان فولي «نحن أشد ما نكون فخرا بابننا جيم. فقد بذل حياته محاولا أن يكشف للعالم معاناة الشعب السوري». وأضافت «ونحن نتوسل للخاطفين أن يبقوا على حياة الرهائن الباقين. فهم أبرياء مثل جيم. وليس لهم أي قدرة على التحكم في سياسة الحكومة الأميركية في العراق أو سوريا أو أي مكان آخر في العالم». ولم يسبق أن أعدمت «داعش» أي مواطن أميركي علانية. وجاء نشر الفيديو على الإنترنت بعد أن استأنفت الولاياتالمتحدة الضربات الجوية في العراق هذا الشهر للمرة الأولى منذ انسحاب قواتها من العراق عام 2011.