نحن العرب مغرمون بتبني القضايا المصيرية على مستوى الأفراد، والدول، والقادة، والنجوم. على مستوى علاقاتنا الشخصية؛ فحينما نحب شخصاً نقلل مثالبه ونعدد مزاياه وبقدرة قادر يصبح رجلاً بلا أخطاء (وهؤلاء لا يوجدون على أية حال). وحينما نكره شخصاً تصبح نجاحاته ضربة حظ وعلاقات واسطة و... و... شيء عجيب والله! نحن نفتقد الموضوعية كثيراً في حياتنا، وهذا يكلفنا الكثير ونحن لا ندري. نحن العرب تركنا الاثني عشر لوناً وأبقينا على لونين فقط هما الأبيض والأسود... وهذا خطأ. العاطفة العربية الشهيرة تعمي أعيننا فلا نرى إلا هذين اللونين، فتصبح علاقاتنا معي... ضدي، أحبك... أكرهك. وأحياناً هذا التشاحن بين الأصدقاء على شخص أو قضية يكلف كثيراً دون جدوى. فما مصلحتك أن يكون فلان من الناس “طرزان” أو يكون “توم وجيري”، أقصد ما مصلحتنا من هذه النزاعات؟! أحادية النظرة في العالم العربي تقتلنا وتقتل المواهب والإبداع والقدرة على المنافسة. الناجحون لابد أن يعطوا فرصة النجاح والتشجيع وأن يصفق لهم بغض النظر عن أي أسباب أخرى. الاختلاف في الآراء ضروري لمناخ أكثر صحة. لا بد أن يكون هناك اختلاف لأننا مختلفون بأذواقنا، بثقافاتنا، بتربيتنا، بجيناتنا. هذا الفزع الذي يأتينا من الرأي المخالف يجب أن ينتهي. استمعوا لآراء الآخرين إن أعجبتكم خذوها وإن لم تعجبكم اتركوها. هكذا ببساطة. الاستماع إلى آراء الآخرين لا يلزم الأخذ بها إطلاقاً ولكن لتوسيع المدارك وللاستماع إلى وجهة نظر أخرى فقط. نحن نعاني علة أخرى اسمها الغيرة، والغيرة صفة بشرية لا غبار عليها وقل من ينجو منها. وعلى الرغم من أنه بالإمكان معالجة هذه الغيرة والضغط عليها ومقاومتها فإنها للأسف الشديد تتحول لدينا إلى حقد وأذى في بعض الأحيان.