برهن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- مرة أخرى نقاء السريرة وصلابة الموقف عندما قدم تبرعاً مالياً بمبلغ 100 مليون دولار دعماً للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، الذي كان المليك – حفظه الله – قد اقترح إنشاءه في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب عندما عقد في الرياض في عام (2005م)، لتسليط الضوء على الجهود الوطنية الجادة والمتخذة من قبل السلطات المختصة بمكافحة الإرهاب، للرد على المغرضين والمشككين في عقيدتنا السمحة وأنظمتنا التشريعية والأمنية والرقابية من ناحية، والأهم من ذلك إطلاع المجتمع الدولي على ما اكتوى به هذا البلد الأمين من أفعال مشينة ومؤثرة بسبب حفنة من أبنائه، الذين لا يمثلون عقيدته السمحة ولا يعكسون أصالة المواطن السعودي، وما يتمتع به من حب للسلام والتعايش مع الجميع. لقد جاء هذا التبرع السخي وغير المستغرب من خادم الحرمين الشريفين – أعزه الله -، بعد أيام معدودة لخطابه الذي وجهه للأمتين العربية الإسلامية، ليضع النقاط على الحروف ويلجم أفواه ضعاف النفوس من الحاقدين والمتربصين بتحليل المواقف، والأبواق المغرضة والأصوات المشككة في عقيدتنا السمحة وأنظمتنا. وكذلك جدد تأكيد سياسة الوطن الواضحة وموقف حكومته الثابت، ومنهج شعبها الواعي، لكل ما من شأنه أن يهدد كيان الدولة ووحدة الوطن وتآلف الشعب فيما بينه ومع حكومته، وعزمهما على التصدي النظامي والشعبي للإرهاب وفكر التعبئة المنحرف المغذي له.