حينما تم افتتاح مستشفى محافظة العقيق في الباحة قبل حوالي 7 سنوات؛ استبشر أهالي المحافظة ومراكزها، لا سيّما أن محافظة العقيق هي أكبر محافظات منطقة الباحة من حيث المساحة، وتتبع لها 6 مراكز مترامية الأطراف، ويقارب عدد سكانها (40) ألف نسمة، كانوا طوال السنوات الماضية يعانون من فقر الخدمات الصحية، ويتكبدون في سبيل الوصول إلى أقرب المستشفيات إليهم (مستشفى الملك فهد في الباحة ومستشفى بلجرشي) مشاق السفر وعذابات الألم، وكثيراً ما يخطف الموت مرضاهم قبل الوصول إلى تلك المستشفيات..! المؤسف في الأمر أنّ سنوات عمر مستشفى العقيق تحولت إلى (سبعٍ عجاف)، عدا بعض فترات النقاهة التي لا تكاد تُذكر في مسيرته البائسة؛ فمنذ افتتاحه وحتى الآن لم يقدم ما يشفع له ليستحق مسمى المستشفى العام؛ بدءاً بسعته السريرية التي لا تناسب حجم سكان المحافظة المحتاجين للرعاية الصحية، وليس انتهاءً بخدماته التي تفتقر إلى التنظيم والجودة والشمولية..! من أبرز الشواهد على سوء حال المستشفى؛ خدمات قسم الطوارئ الذي لا يقدم للمرضى سوى الإهمال والانتظار المرير، وليست الأقسام الأخرى والعيادات بأفضل حالا منه، في ظل القصور الواضح في الكادر الطبي والتمريضي، والنقص الفاضح في التجهيزات والمعدات الطبية، والأدهى والأمرّ أنه لا يوجد حالياً في هذه المنشأة الصحية قسم للعناية المركزة، مما جعله أشبه ما يكون بمركزٍ للرعاية الصحية الأولية، لكن على صورةٍ أكبر، ومع استمرار هذا التردي والترهل في خدمات المستشفى؛ أصبح مجرد جسرٍ للتحويل إلى مستشفيات المنطقة الأخرى، التي تشاركه في ضعف الجودة ورداءة الخدمة، لتبقى معاناة أهالي المحافظة كما هي قبل افتتاح مستشفاهم، الذي خيّب آمالهم ولم يلبِ حاجات مرضاهم..! ختاماً، أيها المسؤولون عن صحة الباحة؛ قوموا بواجباتكم تجاه مستشفى العقيق العام، فإما أن تهتموا به وتطوِّروه أو كونوا شجعاناً وأغلقوه..!