تحت ذرائع كثيرة نجد بعض الفنانين والإعلاميين والسياسيين والحقوقيين والرقّاصين العرب معجبين ومتابعين لصفحة الناطق الرسمي باسم جيش العدو الصهيوني للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في فيسبوك وفي تويتر. هؤلاء المثقفون يسوقون مبرراتهم بأناقة تتوسّل وجوب معرفة أدبيات العدو للتمكّن من الردّ عليه، أو السخرية منه إن اقتضى الأمر. وبعض البعض منهم لا يريد -أصلاً- حتى أن يبتكر لنفسه المبررات، فيقولها بالفم المليان «فخار يكسّر بعضه». ربما نكاية في أحد، أو محبة فيه يسوق أتباعه ومعجبوه هذه الذرائع حين تنقل لهم تعجبك من وجودهم في صفحته، ولكن الغريب عدم اكتفائهم بالإعجاب والمتابعة، بل يتعدونها لإعادة التغريد، والتعليق عليه، والرد على صباحاته ومساءاته وتحياته وسلاماته، والتأييد لجمله العنصرية التي تنطلق من أصابعه الملطخة بالكذب وبالدم! ربما الإعلام الجديد أفقدنا البوصلة، فلم يعد أحدٌ يفرق بين الصديق والعدو، خصوصاً بعد الإطاحة بالإخوان وانعكاس ذلك على حلفائهم الحمساويين من المقاومة. وبعد أن صرنا نشاهد منظري الدراكولا الصهيونية على شاشاتنا، مقتحمين بيوتنا، وفضاءاتنا ليبرروا لنا قتل أطفالنا، وانتهاك أعراضنا، وسرقة أراضينا، ونحن نبتسم في مشهد ستوكهولمي مضحك! لا أريد أن أسوّق ذرائعي، غير أني -هنا- في مقام التوصيف للظاهرة فقط، دون الدخول في مبرراتها النفسية التي قد تعمي البصيرة من فرط الحماس السياسي الذي يجعلنا مصطفين لفصيلنا الأيديولوجي دون وضع كفتي الميزان في مكانها العادل. ما يثلج الصدر في ظاهرة «أصدقاء أفيخاي» هو الحملة الكبيرة التي قام بها التويتريون حين تحدّوا هذا التطبيع الإنترنتي عبر هاشتاق #حملة_إلغاء_متابعة_أفيخاي_أدرعي الذي أثّر في تناقص متابعيه بالآلاف خلال أيام، وأرجو أن تستمر الحملة لتشمل إلغاء متابعة شيوخ الدواعش أيضاً. فلا فرق بينهما.