بعد صمت استمر أسابيع لفيروس «كورونا» المتسبب في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، تخشى الجهات الصحية في المملكة أن يكشف فيروس «إيبولا» المسبب للحمى النزفية، عن وجهه القبيح في جدة، بعد أن اشتبهت وزارة الصحة أمس الأول في حالة مرضية لمواطن في العقد الرابع من العمر بأحد المستشفيات ظهرت عليه أعراض الإصابة بالفيروس بعد رجوعه من رحلة عمل من سيراليون الموبوءة بالمرض خلال رمضان الماضي واتخذت وزارة الصحة عدداً من الإجراءات للتأكد من عدم إصابة المريض بهذا الفيروس، خاصة بعد أن أكدت الفحوصات عدم إصابته بحمى الضنك، الأمر الذي يستلزم القيام بمجموعة إضافية من الاختبارات للكشف عن إمكانية الإصابة بأيٍّ من الفيروسات النزفية كالحمى الصفراء والخمرة لما لها من أعراض مشابهة، إضافة إلى قيام الوزارة بإرسال عينات الدم الخاصة بالمريض إلى مختبر دولي معتمد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية للكشف عن الإصابة بفيروس إيبولا، علماً بأن هناك عدداً محدوداً جداً من المعامل الدولية المعتمدة للقيام بهذه النوعية من الاختبارات على مستوى العالم.وكانت منظمة الصحة العالمية أعلنت خروج الفيروس عن السيطرة بعد انتشاره في أربع دول في غرب إفريقيا مخلفاً 887 حالة وفاة من بين 1603 حالات إصابات، سجلت منذ 27 يوليو الماضي. وقامت وزارة الصحة بنقل المريض الذي كان في حالة حرجة، حسب المعايير العالمية، إلى مستشفى متخصص تابع للوزارة في جدة وذلك ليتم عزله في ظروف مناسبة داخل وحدات العزل اللازمة. وقد تم الكشف عن الحالة المشتبه فيها من قبل نظام المراقبة التابع لمركز القيادة والتحكم في الوزارة الذي يتضمن آليات للرصد والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها من المرافق الطبية في المملكة. وبمقارنة رقمية، فإن فيروس «إيبولا» يبدو أكثر فتكاً من «كورونا» الذي لم تتجاوز وفياته في المملكة منذ شوال 1433ه 298 حالة وفاة، فيما أصاب حوالي 721 شخصاً، الأمر الذي يرفع من درجة خطر تسلل هذا الفيروس مع القادمين من تلك المنطقة، وهو الأمر الذي دفع المملكة في أبريل الماضي إلى القيام بخطوة استباقية بالتوقف عن إصدار تأشيرات العمرة والحج للمسافرين من ثلاث دول إفريقية هي سيراليون وليبيرياوغينيا، بسبب تفشي الفيروس فيها، وتقوم وزارة الصحة من جهتها بإشعار وتعريف منسوبيها في مطارات وموانئ المملكة بمعايير التحكم في العدوى وكيفية التعامل مع هذه الحالات. وقالت منظمة الصحة العالمية في آخر إحصاءاتها إن المنظمة سجلت 485 إصابة في غينيا من بينهم 340 إصابة مؤكدة و133 مرجحة و12 مشتبهاً فيها، بينها 358 وفاة، أما في ليبيريا فسجلت 468 إصابة منها 129 مؤكدة و234 مرجحة و105 مشتبهاً فيهم بينها 255 وفاة، وفي سيراليون سجلت المنظمة 646 حالة منها 540 مؤكدة و46 مرجحة و60 مشتبهاً فيها بينها 273 وفاة. وفيروس إيبولا هو مرض يصيب الإنسان وغالباً ما يكون قاتلاً، ويصل معدل الوفيات التي تسببها الفاشية إلى 90%. وتندلع أساساً فاشيات حمى الإيبولا النزفية في القرى النائية الواقعة في وسط إفريقيا وغربها بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة. وينتقل الفيروس إلى الإنسان من الحيوانات البرية وينتشر بين صفوف التجمعات البشرية عن طريق سرايته من إنسان إلى آخر. وليس هناك من علاج أو لقاح نوعيين مرخص بهما ومتاحين للاستخدام لا للإنسان ولا للحيوان.