من طبائع الإنسان أنه ميال إلى حب المحمدة ونيل الشهرة وانتشار الصيت والسمعة، ونفسه تواقة إلى أن يشار إليه بالبنان، أو أن يكون هو حديث المجالس، أو أن يسمع قوله أو يكتب قوله. الشهرة بحد ذاتها سلاح ذو حدين إما خير وإما شر، فالذكي من جعل شهرته في أمور تسعده في دنياه وآخرته لكن…!! هناك منهم من يريد كسب الشهرة بشكل مقزز وقذر.. عذراً على تلك العبارة ولكنها هي الحقيقة. هناك كثير من شبابنا يريد الشهرة بطريقة لا يقبلها لا دين ولا شرع ولا قانون.. نعم!! لا دين ولا شرع يقبلها هناك من كسب الشهرة بفيديو قذر أو مقطع تافه أو تغريدة تحمل في طياتها كثيراً من الفتن تضر بالوطن وبشعبه، فقط يريد أن يكون مشهوراً لا يفكر بالضرر الذي سوف ينتجه ولا بالخطر الذي سوف ينقله، فقط يريد أن يكون مشهوراً. مع الأسف وكامل الأسف كلٌ منا يريد الشهرة بأي طريقة كانت لكن ليست بالطريقة هذه. الشهرة هي أن ترقى بعلمك وبطموحك وبوطنك وبأهلك.. الشهرة هي أن ترقى بمكارم الأخلاق وتبتعد عن السيئ والأسوأ.. الشهرة أن تفرق بين الجيد والسيئ.. الشهرة ألا تكتم علماً تعرفه عن غيرك.. هذه الشهرة الحقيقية، الشهرة أن يذكرك الناس بالخير والحسن. إن حب الشهرة داءٌ ناسف يفتك بصاحبه قبل أن يفتك بغيره؛ حيث قال أحد الصالحين -رحمه الله-: «إنه ما أحب أحدٌ الشهرة والرئاسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس وكره أن يُذكر أحدٌ بخير». الشهرة مزلقٌ خطير، فكيف بمن يحبها ويسعى لها ويبذل كل وسيلة لينالها؟ همسة: الشهرة قنبلة موقوتة على صاحبها.. في أي لحظة تقطعه إلى أشلاء مترامية إذا تحولت للمعنى السيئ!!