تعمر المرأة أكثر من الرجل حقيقة علمية لا جدال فيها. ولنعرف سبباً رئيسياً وراء تلك الحقيقة نقول: حينما تبكي المرأة بكاءً ثائراً تسقط الدموع بسرعة غير متناهية، حتى يكاد يخيل لك أن دموعها تقفز تِباعاً، ويبدأ الأنف بالسيلان، بالمناسبة ذلك ليس مخاطاً، إنما هي دموع، ولكن القناة الدمعية في العين عجزت عن تصريف كل تلك الكمية فحولت جزءاً منها عبر القناة المشتركة مع الأنف. خلال تلك العملية تخلصت المرأة من بعض المعادن السامة، خاصة المغنيسيوم الذي يعد من مسببات ارتفاع ضغط الدم، ومن 25% من هرمون البرولاكتين المسبب للاكتئاب. وحينما تنتهي الجولة البكائية يفرز المخ هرمون الأندروفين، وهو مسكن طبيعي يرخي الأعصاب ويتركها في حالة هدوء، وقد يغالبها النوم. وأنت أيها الشرقي لاتزال تحدق في وجهها المرتاح ببلاهة، متعجباً من التغير السريع في نفسيتها! ببساطة كل ما هنالك أن الدموع عموماً تنقسم ل(مُطَّرية – تحسسية – عاطفية) وحينما نعود لمستوى الفلترة التي أُجريت، والتي تنحصر فائدتها في الدموع العاطفية فقط، والتي تزخر مقلتا حواء بها، وتبعاً للدراسات، فإن حواء تبكي بمعدل 65 مرة في العام، مقابل 15 مرة للرجل. إذاً فالمعادلة: تبكي أكثر = تعيش أطول .. قابلة للتحقق. فيا أيها الشرقيون الأعزاء، لا تدعوا النساء يفزن عليكم بطول العمر، واسمعوا نصيحة العباس بن الأحنف إذ قال: يا أيها الرجل المعذب نفسه أقصر فإن شفاءك الإقصار نزف البكاء دموع عينك فاستعر عيناً لغيرك دمعها مدرار من ذا يعيرك عينه تبكي بها أرأيت عيناً للبكاء .. تُعار؟