خطاب الملك، الذي وجهه للعالم أجمع كان خطاباً لاذعاً أدان فيه التخاذل من العالم أجمعه تجاه مسؤولياته المنوطة به حول الفوضى العارمة، التي اجتاحت المنطقة والمجازر في غزة، وهذا ليس بمستغرب على حكيم العرب وابن عبدالعزيز. جاء في الخطاب (من مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية أدعو قادة وعلماء الأمة الإسلامية لأداء واجبهم تجاه الحق جل جلاله، وأن يقفوا في وجه مَنْ يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف، والكراهية، والإرهاب، وأن يقولوا كلمة الحق، وألا يخشوا في الحق لومة لائم، فأمتنا تمر اليوم بمرحلة تاريخية حرجة، وسيكون التاريخ شاهداً على مَنْ كانوا الأداة، التي استغلها الأعداء لتفريق وتمزيق الأمة، وتشويه صورة الإسلام النقية. وإلى جانب هذا كله نرى دماء أشقائنا في فلسطين تسفك في مجازر جماعية، لم تستثن أحداً، وجرائم حرب ضد الإنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، حتى أصبح للإرهاب أشكال مختلفة، سواء كان من جماعات أو منظمات أو دول وهي الأخطر بإمكاناتها ونياتها ومكائدها، كل ذلك يحدث تحت سمع وبصر المجتمع الدولي بكل مؤسساته ومنظماته بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان، هذا المجتمع الذي لزم الصمت مراقباً ما يحدث في المنطقة بأسرها، غير مكترث بما يجري، وكأنما ما يحدث أمر لا يعنيه، هذا الصمت الذي ليس له أي تبرير، غير مدركين أن ذلك سيؤدي إلى خروج جيل لا يؤمن بغير العنف، رافضاً السلام، ومؤمناً بصراع الحضارات لا بحوارها). ما ذكرته أعلاه جزء من كلمة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وهي بمنزلة إنذار للعالم حول الأحداث الدامية الآن بسبب الإرهاب، الذي قال إننا قد دعونا منذ عشر سنوات في مؤتمر الرياض إلى إنشاء (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)، وقد حظي المقترح بتأييد العالم أجمع في حينه، وذلك بهدف التنسيق الأمثل بين الدول، لكننا أصبنا بخيبة أمل -بعد ذلك- بسبب عدم تفاعل المجتمع الدولي بشكل جدي مع هذه الفكرة، الأمر الذي أدى لعدم تفعيل المقترح بالشكل الذي كنا نعلق عليه آمالاً كبيرة». كلمة رائعة وشاملة نسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يجعل ما يقوم به في ميزان حسناته وأن يوفق قادة المسلمين في كل قطر من العالم الإسلامي. هذا ما أردت توضيحه، والله من وراء القصد.