سقطت أهم قاعدة عسكرية في بنغازي شرق ليبيا في أيدي مقاتلين متشددين، في وقتٍ تخوض السلطات معارك دامية في العاصمة المهددة بكارثة جراء حريق هائل انخفضت حدته أمس الأربعاء. وأعلن مصدر في «مجلس شورى ثوار بنغازي»، وهو ائتلاف لجماعات مسلحة إسلامية، في وقت مبكر من يوم أمس الأربعاء أن «المجلس استولى على المعسكر الرئيس للقوات الخاصة والصاعقة بعد معارك دامت نحو أسبوع وتم الاستيلاء خلالها على عدة معسكرات مهمة للجيش». وأكد مصدر عسكري أن «المعسكر الرئيس للقوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني الواقع جنوب وسط مدينة بنغازي سقط الثلاثاء في أيدي الثوار السابقين المسلحين والمنتمين لما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي» ومن ضمنهم مجموعة «أنصار الشريعة»، التي صنفتها واشنطن بين المنظمات الإرهابية. وأضاف أن «القوات الخاصة والصاعقة برئاسة العقيد ونيس بوخمادة انسحبت إثر هجمات متتالية من الثوار بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بعد نفاد ذخيرة الجنود، الذين قُتِلَ عددٌ منهم خلال المعارك التي ازدادت ضراوة منذ فجر الإثنين». ونشرت مجموعة «أنصار الشريعة» على صفحتها في موقع «فيسبوك» صوراً ل «غنيمة» حربها ظهرت فيها عشرات قطع السلاح وصناديق الذخائر. وتدور معارك ضارية في بنغازي أوقعت حوالى 75 قتيلاً منذ السبت بحسب مصادر طبية في هذه المدينة. ووحدة القوات الخاصة هي واحدة من الألوية القليلة، التي يتألف منها الجيش النظامي الليبي، وكانت قد أعلنت تأييدها لعملية «الكرامة»، التي أطلقها اللواء المتقاعد في الجيش الليبي، خليفة حفتر، في منتصف مايو الماضي لمكافحة ما وصفه ب «الإرهاب»، لكن بدون أن تضع نفسها تحت قيادته. وأعلن اللواء حفتر في 16 مايو تكوين وحدات عسكرية لمحاربة المجموعات المسلحة في بنغازي. وفيما اتهمه معارضوه بالقيام بانقلاب، انضمت لقوته العسكرية أو أعلنت دعمها لعمليته عدة وحدات من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية.