قتل 38 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 50 شخصا بجروح في مواجهات دامية مستمرة في بنغازي شرق ليبيا منذ أمس الأول بين الجيش وكتائب مسلحة مكونة من ثوار سابقين. وقال مصدر عسكري: «إن كتائب مسلحة من الثوار السابقين هاجمت مقر قيادة القوات الخاصة والصاعقة في منطقة بوعطني جنوب وسط بنغازي بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة». وتعاني ليبيا من تزايد نفوذ الميليشيات المسلحة، فوضى السلاح، وضعف السلطة المركزية في الوقوف في وجه الميليشيات المسلحة الخارجة على القانون، ما تسبب في الانفلات الأمني وتعميق الأزمة. وأضاف مصدر عسكري، «إن الهجوم الذي استمر حتى أمس كان يهدف للاستيلاء على المعسكر الذي يضم نخبة الجيش الليبي». وأشار إلى أن عددا من القتلى والجرحى في صفوف العسكريين سقطوا خلال دفاعهم عن المعسكر الذي يعد خط الدفاع الأخير عن بنغازي، معتبرا أن سقوطه يعد سقوطا للمدينة في أيدي متشددين -على حد وصفه. وأفاد بأن المسلحين استولوا على مقرات تابعة للجيش وللقوات الخاصة والصاعقة منذ أسبوع، ولم تتوقف هجماتهم منذ ذلك الحين. وكشف مصدر من الثوار السابقين الذين شاركوا في إسقاط نظام القذافي في 2011، واحتفظوا بسلاحهم في شكل كتائب مسلحة، أن ثمانية من الثوار قتلوا خلال اشتباكات السبت والأحد. وكانت كتائب الثوار السابقين في مدينة بنغازي، قد أعلنت في يونيو الماضي تأسيس «مجلس شورى ثوار بنغازي». ومنذ الأحد الماضي، سقط على إثر تلك المواجهات في محيط هذه المعسكرات التابعة للقوات الخاصة والصاعقة 54 قتيلا وقرابة المئة جريح، معظمهم من العسكريين، غير الحصيلة الأخيرة. ومن الصعوبة أن يحدد أي مسؤول الوحدات العسكرية النظامية خصوصا بعد إعلان اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر في منتصف مايو الماضي، تكوين وحدات عسكرية لمكافحة ما وصفه ب«الإرهاب» تحت اسم عملية «الكرامة». وانضمت للقوة العسكرية التابعة للواء حفتر عدة وحدات هامة من الجيش أبرزها سلاح الجو الليبي ونخبة الجيش في القوات الخاصة والصاعقة ومشاة البحرية وقوات الدفاع الجوي وعدد من وحدات القوات البرية غير ذائعة الصيت. وكانت الولاياتالمتحدة، قد أجلت جميع دبلوماسييها في ليبيا أمس الأول، فيما حذرت الخارجية البريطانية رعاياها من السفر إلى ليبيا، وطالبتهم بسرعة المغادرة.