يتميز العيد في الرياض بطابعه الخاص والمميز، الذي يستمده من التراث والعادات والتقاليد، ففي أيامه يمتزج التراث النجدي بفرحة العيد الكبيرة لتتجلى فيها الابتسامة على شفاه الناس، والإلفة بين القلوب وروح السماحة والإخاء في أجمل صورها، رغم كل الأحاديث التي لا تنكف عن الحنين إلى الماضي، والشكوى التي تتداول على موائد إفطار العيد من التغيرات التي حدثت لمجريات العصر، والامتعاض من ضعف التواصل بين الناس لتحل محل هذه العادات الاتصال الهاتفي وتبادل التهاني عبر الإنترنت ورسائل الجوال، مما ينذر حسب رأيهم بانقراض العادات الاجتماعية المتمثلة في إظهار حرارة المشاعر بفرحة العيد وإطلالته. ورغم كل ذلك تبقى فرحة العيد متجلية في النفوس، رغم الظروف والمتغيرات الزمنية التي ساهمت التقنية ووسائل الاتصال الحديث بقتل جزء كبير من حلاوتها ولذتها، رغم أن المعايدة وزيارات الأقارب أصبحت في الوقت الحالي في تناقص، وأن وسائل الاتصال تكفلت بهذه المهمة وأصبح بعضٌ يكتفي بالاتصال بأصدقائه وجيرانه لتهنئتهم بالعيد. ويبقى لعيد الفطر المبارك مظاهره وأفراحه التي تتشابه أو تختلف أحياناً من منطقة إلى أخرى، وتعم فرحته الصغير والكبير، حيث يجتمع الناس وتنزل المودة والرحمة بين جميع الفئات، وينسى الناس الهموم والمشكلات. ولعل أبرز ما تتميز به منطقة الرياض هي مظاهر العيد واجتماع كل فئات المجتمع في هذا اليوم، الذي دائماً ما يخلد في ذاكرة الجميع وتبقى ذكراه الجميلة في نفوس كثيرين، ويقيم عدد من الأهالي بحي السويدي، وحي المناخ على سبيل المثال «عيدية الحارات»، فهم يجتمعون في الحي ليسترجعوا مراسم وعادات ومظاهر العيد قديماً ويتبادلوا التهاني بمناسبة حلوله، مجتمعين في صورة تدل على التلاحم والحب والوفاء واسترجاع عادات العيد القديمة. وتتميز قرى الرياض عن مدنها بتجلي مظاهر العيد فيها بشكل أكبر، وإن كانت الفرحة لا تغيب عن مدنها، ويقوم الجميع بتقديم القهوة والشاي والتمر والحلويات للصغير والكبير، وبعد ذلك يتناولون وجبة الإفطار المقدمة من الأهالي في الحي من أكلات شعبية قديمة تميز نهار العيد عن غيره من الأيام.