من أجمل صور الوفاء وفاء الإنسان لأرضه ومسقط رأسه وأبناء قريته. أكتب هذا المقال وأنا استحضر صورة مشرقة من صور الوفاء جسدها طبيب القلب الأستاذ الدكتور ساعد بن سعد العرابي الحارثي الذي لم يشغله العلم والمنصب عن قريته «المريفق» التي تقع في أقصى الجنوب الشرقي من محافظة الطائف ليعود إليها بجائزة تحفيزية لأبنائها لتشجيعهم على العلم والتفوق لكي يلحقوا بالركب الأول من أبناء القرية التي أخذت صدى واسعاً وعرفت أكثر من بعض محافظات المملكة ولم يكن ذلك لها لولا أنها «ولاّدة» للكوادر والكفاءات العلمية المتميزة. وقرية المريفق لم يكن لها ميزة عن غيرها فقد بدأ التعليم فيها متزامناً مع بعض القرى الواقعة جنوبالطائف في بني سعد وثمالة وثقيف إلا أن طموحات أبناء هذه القرية كانت تتجاوز طموحات أقرانهم من أبناء القرى الأخرى بل إن تنافسهم فيما بينهم هو الذي قاد قريتهم لتصبح مسقط رأس أكثر من 20 أكاديمياً وطبيباً بمؤهلات لا تقل عن درجة الدكتوراة متبوئين بذلك مناصب عالية في أجهزة الدولة. ومن يقرأ تاريخ هذه القرية وما أنتجته للمجتمع يؤمن بأن التنافس والتشجيع هو الذي خلق الإبداع وأخرج كفاءات عرفت على المستوى العالمي أمثال الدكتور ساعد بن خضر العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية والدكتور فهد العرابي الحارثي والدكتور ساعد بن سعد العرابي الحارثي والدكتور عبدالرحمن العرابي الحارثي وغيرهم . أعود للحديث عن مبادرة طبيب القلب التي أطلقها منذ 10 أعوام وأصبح أبناء المريفق على موعد مع التنافس على جائزة علمية للمتميزين من أبنائها في كافة الدرجات العلمية والتأليف بل حتى طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بنين وبنات. هذه الجائزة التي أسسها الدكتور ساعد بن سعد العرابي الحارثي ووضع لها معايير علمية أخذت صدى إعلامياً لتصبح ملتقى يستضيف رجال الفكر والعلم والثقافة والإعلام وبالمناسبة سوف تقام هذا العام في رابع أيام عيد الفطر المبارك.