وجه حزب الأصالة والمعاصرة في المغرب دعوات إلى عناصر من جبهة البوليساريو لحضور مؤتمره العام المقرر انعقاده أيام 17-18 و19 فبراير الجاري في مدينة بوزنيقة ضواحي الرباط، وهي الخطوة التي أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة هذا التطبيع، الذي يأتي في ظرف تاريخي حساس، خاصة وأن الحزب دخل ضمن صفوف المعارضة، بعدما كان يراهن على اكتساح الانتخابات التشريعية الأخيرة التي أفرزت فوز العدالة والتنمية بأكبر عدد من المقاعد. وبالقدر الذي بررت فيه قيادات الحزب هذا الموقف من كونه لا يعدو أن يكون من المواقف المعلن عنها في وقت سابق كالدعوة للتفاوض والجلوس إلى طاولة واحدة لبسط العراقيل والبحث عن الحلول، خاصة إذا جاءت من قبل هيئات وفعاليات سياسية. وكان الحزب قد قدم مقترحا بتسمية الصحراء الغربية في المنظومة السياسية الجديدة التي تسعى الرباط إلى تطبيقها في سياق نظام الجهوية، حيث أعد تصورا للجهوية الموسعة قدمه للجنة الاستشارية للجهوية، وهو ما أثار عليه غضب أطراف متعددة ترفض سحب المغربية عن الصحراء، من ضمنها أحزاب سياسية ترى أن العملية لا تعدو أن تكون مزايدات ومحاولة للظهور بمظهر الانفتاح على حساب القضايا الوطنية والثوابت التي لا يمكن التنازل عنها.وبرر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لحزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري، هذه الخطوة، بكون الدعوة وُجِّهت لمغاربة يقطنون في منطقة تندوف ولا ينتمون إلى البوليساريو، مؤكدا أن الدعوة تشكل ردا على مشاركة مغاربة في مؤتمر بوليساريو الأخير، وهو تبرير غير قوي لأن منطقة تندوف تقع تحت رحمة الجبهة الانفصالية، وهي مقرها الرئيسي، ولا يدخلها إلا الموالون للبوليساريو.