واصل الجيش الإسرائيلي أمس لليوم الخامس عشر على التوالي عمليته العسكرية ضد قطاع غزة التي قتل فيها أكثر من 600 فلسطيني، وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن إحدى مدارسها في غزة التي تأوي نازحين فلسطينيين تعرضت لقصف إسرائيلي أمس. وقال المسؤول إن فريقا من الأممالمتحدة كان في المدرسة الواقعة في مخيم المغازي وسط القطاع، عندما أصيب المبنى بقذائف مدفعية. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى «وقف القتال»، وبعد زيارته إلى مصر، وصل بان كي مون بعد ظهر أمس إلى تل أبيب؛ حيث دعا إلى وقف القتال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ووصف بان إطلاق صواريخ فلسطينية على إسرائيل «بالصادم»، مؤكدا أن على الدول «التزاماً دولياً» بحماية مواطنيها. وأضاف بان أن «موقف الأممالمتحدة واضح: نحن ندين بشدة إطلاق الصواريخ. يجب أن تتوقف على الفور». ولكنه أكد في ذات الوقت أن على إسرائيل ممارسة «أقصى درجات ضبط النفس». بينما اعتبر نتانياهو أن على العالم أن يحمل حركة حماس مسؤولية بدء دوامة العنف لرفضها مبادرة التهدئة المصرية الأسبوع الماضي. وقال نتانياهو «يجب أن يأخذ المجتمع الدولي موقفاً واضحاً وأن يحمل حماس مسؤولية رفضها المتواصل لاقتراحات التهدئة ولبدء وتطويل هذا الصراع». واعتبر نتانياهو أن حماس ليست مذنبة بمهاجمة المواطنين الإسرائيليين فحسب بل أيضا «باستغلال المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية وتعريضهم للأذى بشكل متعمد». وقُتل أكثر من 620 فلسطينياً منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في 8 من يوليو الماضي بينما تواصل قوات الإسعاف والطوارئ في القطاع انتشال جثث مزيد من الفلسطينيين الذين قُتلوا تحت ركام المنازل، وخصوصا في حي الشجاعية الذي شهد يوماً دامياً الأحد. وفي الجانب الإسرائيلي قُتل 27 جندياً إسرائيلياً منذ بداية الهجوم البري، وهي أكبر خسارة يتكبدها الجيش الإسرائيلي منذ حرب يوليو 2006 مع حزب الله اللبناني. وقُتل مدنيان إسرائيليان جراء إصابتهما بشظايا صواريخ أطلقت من غزة. وأعلن الجيش أن بين الجنود القتلى الجندي الإسرائيلي الذي أعلنت حركة حماس أنها خطفته في غزة، موضحا أنه لم يتمكن بعد من التعرف على جثته التي قال إن جزءا منها ما زال لدى حماس. وكانت القاهرة طرحت مبادرة للتهدئة وافقت عليها إسرائيل ورفضتها حماس مشترطة لوقف إطلاق النار رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 2006 وفتح الحدود مع مصر والإفراج عن عشرات المعتقلين. والنزاع هو الخامس منذ الانسحاب الإسرائيلي الأحادي من قطاع غزة في 2005. وفي كل مرة تردد إسرائيل أن هدفها هو نفسه تقريبا: كسر شوكة حماس وشل قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، ومنع مقاتليها من التسلل إليها، ولكنها في هذه المرة أضافت إلى ذلك هدف تدمير الأنفاق التي تستخدم للتسلل عبر الحدود. وأكد الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء في بيان أن قواته تواصل عملياتها «في حي الشجاعية لأنه يشكل مركزاً للأنشطة الإرهابية فيه». وذكرت منظمة العفو الدولية أن تواصل القصف على السكان المدنيين والمستشفيات «تضاف إلى جرائم حرب محتملة تستدعي فورا أن تكون موضع تحقيق دولي مستقل».