الوفاء بحر من المعاني لا توفيه حقه كل الأقلام هو إحساس يتدفق مع كل نبضة قلب مخلص. الوفاء عزيمة وارتباط وانتماء وذوبان وانصهار كامل مع كل ذرة تراب. الوفاء هو رد الجميل لمن يُقدمون كل شيء في سبيل راحة المواطن وابن الأرض التي يعيش فوقها ويأكل من خيرها ويحمل اسمها. - ومن الوفاء طاعة ولاة الأمر قادة بلادنا (بلاد الحرمين الشريفين رعاهم الله) الذين لا يألون جهداً ولا يدخرون وسعاً في بناء انسان هذا الوطن وتسخير كافة الإمكانات أمامه ليكون فاعل خير وباذل عطاء يبنى ويساعد في بناء هذا الكيان المتين يحافظ على مقدراته ومكتسباته يبذل الرُّوح رخيصة لشموخ بلد الأمن والأمان. الوفاء هو رداء النقاء للنفس البشرية، وهو دين في رقاب المخلصين وديدنُهم يردُّه في كل لحظة عطاء وإبداع واجتهاد وذود عن كل ذرة تراب للوطن. الوفاء هو القيم والمُثل والشكر لله عزّ وجل من قبل ومن بعد الذي أنعم وأجزل العطاء وهذه النعم التي لا تعدّ ولا تحصى قال الله تعالى: (وإذ تأذّن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم) بالشكر تدوم النِعم. الوفاء لمن يموت من أجلك، لمن يُعطيك الأمن والأمان، لمن يوفر لك كل سُبل الرخاء والعيش الرغيد. الوفاء هو الإخلاص المُطلق والحب المتدفق والتفاني والعطاء وبذل كل غالٍ وثمين في سبيل ترجمة الأقوال والأفعال إلى واقع ملموس. الوفاء مع النفس والذات ومع واقعك في أقوالك وأفعالك وأن تحاسب نفسك الأمَّارة بالسُّوء كلما جنحت عن جادة الطريق وأن تروِّضها على الخير وفعله. الوفاء للذين أحسنوا تربيتنا وكانوا السبب في وجودنا تكبدوا المشاق وعانوا الكثير إلى أنْ أصبحنا والحمد لله رجالاً أسوياء، فكان لزاماً علينا أنْ نقوم على رعايتهما والاهتمام بهما والإحسان إليهما والقيام على كل شؤونهما بما نستطيع ولا نستكثر عليهما شيء بل مهما عملنا نحوهم فإننا وأيم الله مُقصرون في حقوقهما. الوفاء لهما هو ممَّا أمر الله عزّ وجل به في حقهما وشأنهما العظيم، فمن يُفرط في هذا الفضل العظيم يلهو في الحياة دون اكتراث ويتركهما للزمان ولأهل الخير ليقوموا برعايتهما بل أكثر من ذلك عقوقهما! ألا تعلم أنه كما تدين تُدان سوف يُعاملك أبناؤك بمثل ما اقترفت يداك ونفسك الآثمة وسوف تعض أصابع الندم وتندم شرّ ندم، فقد قال الله تعالى (وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إيّاه وبالوالدين إحسانا). الوفاء لأهل بيتنا لزوجاتنا اللائي يرعين بيوتنا ويصنّ عِرضنا ويقمن على تربية ورعاية أبناءنا، الوفاء لكل لمن له حق علينا وعلمنا حرفاً وأسدى إلينا معروفاً قلّ أو كثُر، الوفاء عندما نطرح قضيةً أو موضوعاً أن نكون صادقين واقعيين حقاً وأن نطرحها من دون أهواء. أنْ تصدق في المادة التي أعددتها، أنْ تضع النقاط على الحروف، والرؤى والحلول التي تراها مناسبة، وأن يكون نقدك بنّاءً هادفاً وليس من أجل الانتقاد وحسب، وأن يكون بلا تجريح وبلا قصد.