تظهر في العشر الأواخر من شهر رمضان ظاهرة اجتماعية هدفها الأجر والمثوبة وابتغاء مرضاة الله، وعرفها الناس قديماً وتوارثتها الأجيال إلى وقتنا الحاضر وهي تطوع أبناء إمام المسجد أو المؤذن أو أبناء الحي لخدمة المصلين خصوصاً في صلاة التهجد (القيام) وتقديم الشاي والقهوة لهم وتقديم البخور أثناء الانتهاء من التسليمتين الأولى وقيام الإمام بقراءة الأحاديث والأوراد والأذكار المأثورة في مثل هذه الأيام المباركة. ويشير عبدالرحمن العتيبي (إمام مسجد) إلى أن هذه العادة قديمة جداً، وقال «حينما كنت صغيراً كنت أراها، وعادة ما يقوم الإمام أو المقتدرون من أبناء الحي بتوفير الشاي والقهوة، ويقوم الشباب بتقديمها للمصلين أثناء الاستراحة بعد تسليمتين من صلاة القيام حيث يقوم خلالها الإمام بقراءة بعض الخطب والنصائح من الكتب المعروفة». أما محمد عبدالله الشمري (70 عاماً) فتطرق إلى تاريخ هذه العادة بقوله «منذ صغري كنت أرى أهلي يرعون مثل هذه العادة وهذا دليل على أنها موجودة من قبل هذا التاريخ، وسابقاً كانت الأحياء صغيرة وغالباً تتعهد الأسر الموسرة بمثل هذه العادة ويفاخرون في ذلك ابتغاء الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى، ويتطوع أبناء الحي بتقديم القهوة والشاي والماء للمصلين ويربون الأولاد على ذلك تخفيفاً على المصلين وخدمة لهم». وأوضح عبدالله السليمان (معلم) أنهم تطوعوا لتقديم الشاي والقهوة والماء والبخور للمصلين في المسجد القريب من منزلهم، وقال «هذه من الأشياء تربينا عليها وغرسها فينا آباؤنا، وفي نظرنا إنها من العادات الحميدة التي يجب أن نحافظ عليها وهي ليست خاصة بعائلة معينة أو بأناس معينين، وكل القائمين على المساجد يفعلون نفس الشيء ابتغاء الصدقة والأجر من الله عزّ وجلّ، وما نقدمه نسعى من ورائه ابتغاء مرضات الله وخدمة ضيوف بيت الله». ويرى فهد الزياد أن هذه العادة لها دور جيد في إراحة المصلين عبر تقديم خدمة تطوعية لهم، وأضاف «تعودنا على ذلك منذ الصغر وكنا نشاهد هذه العادات في كافة المساجد التي نصلي بها، وأنا أتعهد بتقديم الشاي والقهوة والماء للمصلين في العشر الأواخر من رمضان لأن منزلي مجاور للمسجد وأنا سعيد بذلك والحمد لله».