تفجرت قضايا اللحوم الفاسدة في حفر الباطن من جديد، وذلك بعد أن ضبطت بلدية المحافظة، ظهر أمس، أطناناً من لحوم المواشي النافقة في إحدى الاستراحات في حي (الطوالة) جنوب المحافظة، حيث يقوم وافد يمني بتخزينها بطريقة غير صحية، ونجح المراقب الصحي محمد الحربي في ضبط الواقعة، وتفتيش الاستراحة، بالتعاون مع الدوريات الأمنية التابعة لشرطة حفر الباطن. وتتكون الاستراحة من غرفتين؛ إحداهما لتحزين اللحوم والأخرى لسكن الوافد، وعُثر بداخلها على كميات كبيرة من اللحوم الفاسدة بداخل أكثر من خمس ثلاجات يكسوها الغبار، وإلى جانبها جلود أغنام تفوح منها رائحة العفن، ومخزنة بشكل عشوائي. وأشارت التحقيقيات الأولية مع الوافد إلى أن هذه اللحوم يقوم باستقبالها من بعض المطابخ التابعة لإحدى الشركات في العاصمة الرياض، وأنه لا يعرف مصدرها، فعمله هو استقبال هذه اللحوم وتخزينها فقط. من جهته، أشار المفتش محمد رمثان الحربي إلى أنه طلب من الوافد فواتير سلخ هذه اللحوم، لكنه أفاد بأنه ليست هناك فواتير تثبت سلامة ما يقوم به من نشاط. وكانت الدوريات الأمنية قد نقلت الوافد إلى ضابط خفر في شرطة حفر الباطن لفتح ملف التحقيق، والكشف عن مجريات القضية. وتفتح هذه الحادثة الباب على مصراعيه حول قضايا اللحوم الفاسدة، التي تكررت ضبطياتها في محافظة حفر الباطن خلال الأشهر الأخيرة، ومنها قضية «أبوعلاء السوري» الشهيرة، التي نشرت «الشرق» تفاصيل القبض عليه في وقتها، بعد قيامه بإنشاء مسلخ للحوم «الفطائس» في دورة مياه منزله، وجاء الإبلاغ عنه من مواطن ومقيم من أبناء جلدته يُدعى «فراس عطية»، الذي لجأ ل»الشرق» لشرح تفاصيل مثيرة حول تلك القضية، وعلاقتها بتكرار ضبطيات «اللحوم الفاسدة» في المحافظة. وقال «مع الأسف، إن ما قمت به من عمل لخدمة هذا المجتمع انقلب ضدي، فقد تضررت كثيراً من قيامي بالإبلاغ عن ابن جلدتي أبوعلاء، الذي يخزن اللحوم الفاسدة ويبيعها على مطاعم المحافظة، حيث طلبتُ الجهات الأمنية بحمايتي من التهديدات التي تصلني يومياً، من ذلك الشخص؛ كونه تم الإفراج عنه، وأصبح يعتدي عليّ باللفظ والتهديد، ويأتي لبيتي بشكل دائم، وكأن ليس هناك أمن يقوم بحمايتي». وقال عطية عن قصة لقائه مع أبوعلاء «بحثتُ عن أحد المقاولين للقيام بأعمال البناء، فوجدت أبوعلاء، واتفقنا على العمل، وحين ذهابنا إلى موقع العمل ورد اتصال إلى أبوعلاء، وكنتُ معه في سيارته، فطلب مني مرافقته إلى مصدر الاتصال، وذهبنا إلى هناك، وكانت المفاجأة الأولى بالنسبة لي». وأضاف «حين وصلنا إلى المتصل وجدنا لديه خروفاً، ولكن فيما يبدو أنه ميت؛ الأمر الذي أثار الاستغراب. وبعد ذلك قام أبوعلاء بنقل الخروف الميت إلى سيارته، وتوجه إلى منزله، وقام بإنزال الخروف، وطلب مني النزول لحين أن ينتهي من بعض أعماله، وسألته ماذا سيفعل بالخروف الميت؟ فنظر إليّ وقال إنه يريد اللحم وليس الجلد أو الصوف، وسيبيعه على المطاعم والملحمة التي يتعامل معها». وذهب بعد ذلك أبوعلاء إلى المطاعم التي تتعامل معه لشراء اللحم (تحتفظ «الشرق» ببعض أسماء المطاعم ومواقعها)، وقام بإعطائها أكياساً مملوءة باللحم». وأضاف فراس «عدتُ إلى منزلي وأخبرتُ أحد المواطنين، وبدوره قام بإخبار الجهات الأمنية، حيث تم القبض عليه فيما بعد متلبساً، غير أن ما حدث بعد ذلك هو المأساة الحقيقية بالنسبة لي، حيث خرج أبوعلاء بكفالة، وهددني بالقتل أو بترحيلي خارج المملكة، وقمتُ على الفور برفع شكوى لدى الشرطة والمحافظة، وتم استدعاؤه، وخرج بكفالة أيضاً وعاد لتهديدي، وقال لي إنه يعرف مسؤولين كباراً في حفر الباطن، سيقومون بإخراجه من أي قضية، فعدتُ مرة أخرى للشرطة، واستغربتُ من رد المحقق، الذي قال لي إن أبوعلاء يحق له أن يفعل ما يريد، فذهبت لمدير شرطة حفر الباطن، العقيد ضيف الله العتيبي، الذي أحالها بدوره إلى الرائد حمود الحربي، الذي أمر بإحضار القضية وتحويلها إلى محكمة حفر الباطن، ومازلتُ في انتظار الحكم، لكنني أناشد المسؤولين بالتدخل لحمايتي من هذا الشخص، الذي أصبح يلاحقني في كل مكان، حتى في عملي».