رغم فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، كانت البطولة نفسها هي التي أثارت الجدل مجدداً بشأن مستقبل اللاعب الأرجنتيني الشهير ليونيل ميسي نجم هجوم برشلونة الإسباني لكرة القدم. وفي هذا السن «27 عاماً» يكون لدى أي لاعب مستقبل باهر في السنوات التالية، ولكن مسيرة ميسي على مدار الشهور الأخيرة حملت إشارات لا توحي بهذا على الإطلاق. وبعدما ساد الاعتقاد بأن ميسي لم يقدم مع برشلونة في نهاية الموسم الماضي مستواه المعهود لرغبته في توفير جهده للمونديال البرازيلي وخوفه من التعرض لإصابة جديدة، جاء الأداء متوسط المستوى من اللاعب مع راقصي التانجو في المونديال البرازيلي ليثير جدلاً واسعاً بشأن مستقبله. وعلى عكس ما كان عليه ميسي سابقاً في اللحظات الحاسمة مع برشلونة في المواسم السابقة، كان اللاعب بعيداً عن مستواه المعهود في اللحظات العصيبة في نهاية الموسم الماضي الذي خرج فيه الفريق صفر اليدين من جميع البطولات. ولم يختلف الحال بالنسبة لمسيرة اللاعب مع المنتخب الأرجنتيني في المونديال البرازيلي، حيث سجل ميسي جميع أهدافه الأربعة مع الفريق في مباريات الدور الأول وحسم بها مباريات الفريق الثلاث في المجموعة السادسة ليتأهل التانجو الأرجنتيني إلى الدور الثاني «دور الستة عشر» بعدما تصدر مجموعته بجدارة. ولكن ميسي فشل في إحراز أي هدف في المباريات الأربع التي خاضها الفريق في الأدوار الفاصلة بالبطولة. وكان اللاعب البديل ماريو جوتزه هو من صنع الفارق في المباراة النهائية للبطولة أمس الأول الأحد، حيث سجل هدف الفوز لألمانيا في الوقت الإضافي، بينما فشل ميسي مجدداً في هز الشباك كما فشل في صنع أي هدف للفريق في هذه المباراة، رغم أنه صنع هدف زميله آنجل دي ماريا في مرمى سويسرا في دور الستة عشر، وشارك في صناعة هدف الفريق الحاسم أمام بلجيكا في دور الثمانية. كما سكب السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي للعبة «فيفا» بالملح على الجرح إثر رده على سؤال بشأن فوز ميسي بجائزة الكرة الذهبية في المونديال البرازيلي، وقال بلاتر: «هل يتعين عليَّ الرد بدبلوماسية أم أقول الحقيقة؟.. إنني اندهشت عندما رأيت ميسي يفوز بجائزة أفضل لاعب». والحقيقة أن بلاتر سلم الجائزة إلى ميسي عقب انتهاء المباراة النهائية للمونديال دون أن ينطق بأي كلمة حيث بدا مصدوماً من الاختيار. وربما استفاد ميسي من البداية الجيدة له في المونديال وغياب عديد من النجوم عن فرقهم في هذه البطولة بسبب الإصابة، ولكنَّ كلاً من الألماني توماس مولر والهولندي آريين روبن والكولومبي جيمس رودريجيز كانوا أكثر استحقاقاً منه بالجائزة، مما أثار الجدل حول هذا الاختيار الذي يأتي من اللجنة الفنية التابعة للفيفا. والمثير للجدل أيضاً أن الفيفا نفسه لم يقع اختياره على ميسي في تشكيلة فريق الأحلام العالمي وذلك في تصنيف «معامل كاسترول» من خلال تقييم أداء اللاعبين في المونديال البرازيلي. وكشف المونديال البرازيلي عن شيء مهم، وهو أن ميسي فقد بريقه وحيويته كما فقد القدرة على التسديد الدقيق خلال المباراة النهائية. وكان رد ميسي على هذا بعد المباراة النهائية، أنه وزميليه جونزالو هيجوين ورودريجو بالاسيو أهدروا فرص الفريق، وكأنه لا يريد تحمل المسؤولية بمفرده. وأصبح السؤال الذي يتردد الآن هو: هل فقد ميسي الفرصة على مضاهاة الأسطورتين البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييجو مارادونا نظراً لفشله في الفوز بلقب كأس العالم؟! لكن المؤكد أن الرد على هذا سيكون في السنوات القليلة المقبلة التي ستوضح ما إذا كان ميسي لا يزال متعطشاً للنجاح والفوز بلقب المونديال خلال نهائيات المونديال المقبل في روسيا عام 2018.