لم يخف المصور الفوتوجرافي أحمد نيازي، حالة الإحباط التي يمرّ بها جراء تجاهل المعنيين بالشأن الثقافي في منطقة عسير، عشرة آلاف صورة يمتلكها وتحكي تاريخ المنطقة البصري، بحجة أنّه لا يوجد مكان مناسب لعرض هذه الصور. ويتساءل نيازي في حديث ل«الشرق» عن استحقاق منطقة عسير لمكان ثابت يليق بها لعرض الفنون البصريّة والتشكيليّة أسوة بمدينة مثل جدة التي يوجد فيها عديد من الأماكن المجهّزة بكامل الاحتياجات لمثل هذه الأغراض. بدأت فكرة جمع هذه الصور مع نيازي قبل أربع سنوات، تمكن خلالها من جمع عشرة آلاف صورة قديمة عن منطقة عسير. ويقول البداية كانت بمشاركة في أحد المنتديات الإلكترونية، لتقابل الفكرة بالتقدير والمطالبة بمزيد، وتبدأ بعدها رحلة جمع هذه الصور وإعادة ترميم ما تلف منها. ويضيف أنّ هذا الجهد توّج بإقامة معرض «شوفة» في مركز الملك فهد الثقافي (قرية المفتاحة) في مدة عرض لم تتجاوز أربعة أيام تجاوز فيها الزائرون أربعة آلاف، وفاز خلالها المعرض بجائزة المفتاحة العام الماضي، لكنّ القدر أخفى المعرض، وغيّب عشرة آلاف صورة في مستودع إلى اليوم. وعن الأسباب التي جعلت الصور تغيب عن العرض، يوضح نيازي أنّه كان يتمنّى أن يكون لديه معرض دائم طوال العام إلاّ أنّه لم يجد مكاناً مناسباً للعرض، كما أنّه لم يجد حماسة لدى المعنيين بالشأن الثقافي في المنطقة، لا في نادي أبها الأدبي ولا في فرع جمعية الثقافة والفنون اللذين أبديا تجاوباً لفظياً بطباعة الصور في كتاب، لكن هذا التجاوب تلاشى عملياً، ويبين أن مركز الملك فهد الثقافي، الذي يعرض فيه عدداً قليلاً من هذه الصور في غرفة لا تتجاوز ثلاثة أمتار في ثلاثة، لم يتجاوب أيضاً معه. وحول أبرز الانطباعات التي يخرج بها زائرو المعرض اليوم وهم يشاهدون هذه الصور القليلة معلقة على جدران إحدى غرف قرية المفتاحة، يقول نيازي: أبرز انطباع كان لزائر «بريطاني» يعمل في شركة «سابك»… للأمانة اندهش من هذه الصور، لكنه في الوقت نفسه عبّر عن استيائه من الغرفة الصغيرة التي أعرض فيها بعض الصور وأطلع الزائرين عليها. وعن أقدم الصور التي يملكها عن تاريخ المنطقة، يذكر نيازي إنّ لديه صورتين يرجع تاريخهما إلى قبل 150 سنة، إحداها لقصر آل عائض، والأخرى صورة قديمة ل»حيّ مناظر» أشهر أحياء مدينة أبها. وحول نوعية الصور التي يملكها عن منطقة عسير، يشير نيازي إلى أنّ أبرزها صور أشخاص وأماكن وصور مرتبطة بأحداث معينة، كما أنّ لديه صوراً تحكي نشاطات وفعاليات أبرزها فعاليات تعليمية في كافة النشاطات الثقافية والاجتماعية، كما أنّ لديه صوراً تحكي حقباً تاريخية للمنطقة كأمراء عسير مثلاً. وعن الفائدة من جمع هذه الصور، يشدد على أنه يساهم في حفظ تاريخ المنطقة، لافتا إلى أنه يكون سعيداً والفرحة تغمره حين يتّصل به باحث في تاريخ المنطقة يرغب الاستفادة من الصور لخدمة عمله. أما عن الجهود التي يبذلها في تعريف الناس بهذه الصور، فيذكر أنّ له جهوداً مع أصحاب الفنادق في أبها من أجل وضع هذه الصور في ممرات الفنادق وداخل الغرف، وقد تجاوب معه أحد ملاك هذه الفنادق بوضع ثلاثين صورة متكررة في الغرف، إضافة إلى تواصله مع الإدارات الحكومية في المنطقة، ولكن مغ الأسف هناك تجاوب لفظي وغياب عملي. وعن حلمه في الحياة، قال: لديّ حلم أن يلتفت المعنيون في المنطقة لهذا التاريخ البصري، وأن يقدر بإيجاد مكان مناسب له، مضيفا أن أمانة منطقة عسير أبدت الاستعداد لذلك، إلاّ أنّه ينتظر التنفيذ. وطالب نيازي المسؤول عن قرية المفتاحة بإيجاد مكان مناسب لهذه الصور في القرية، كما أبدى أمله في فرع السياحة في المنطقة بإيجاد مكان للمعرض في متحف المنطقة الإقليمي الجديد.