يحتاج حسين آل دهيم إلى قرابة 40 ألف خرزة ليُنجز بها رسماً لآية الكرسي بخط الثلث في لوحة مساحتها 90 × 70 سم. وفي موقعه الصغير من مهرجان القطيف القائم حالياً؛ يجلس آل دهيم، في ما يمكن وصفه مُحترَفاً مؤقتاً، ليضع الخرزات الصغيرة جداً على مسودة الآية المكتوبة سلفاً. وبهدوء وبطء يضعها واحدة تلو أخرى مستخدماً إبرةً صغيرة وعلبة صمغ. ومنذ قرابة الأشهر الأربعة؛ يُمضي آل دهيم قرابة 4 ساعات يومياً في بناء اللوحة الفنية، ضمن هوايةٍ بدأها منذ سنة 1975، ولا يزال يحتفظ بلوحته الثانية «توكلت على الله» التي أنجزها في مارس 1976م. آل دهيم خطاطٌ في الأصل، ويعمل موظفاً، لكن تكاثر الخطاطين دفعه إلى اهتمام أكثر تعقيداً من إتقان فنون الخط العربي الكلاسيكي، اتجه صوب الخرز الصغير وقِطَع الكريستال التي تكاد لا تُرى. ومن قطع صغيرة لا يتجاوز حجمها حجم حبَّة العدس، راح يُلصق الخرزات بعضها إلى جانب بعض، لتبييض مسوَّدات خطِّية ترسم آياتٍ قرآنية وأحاديث مأثورة قصيرة. وهكذا تحوَّلت الهواية إلى ما يرقى إلى مستوى يقترب من الاحتراف، وراح يشارك في الفعاليات والمهرجانات، حتى شارك في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، وراح يعرض أعماله على الزوار، ويبيع بعضها. ويقول آل دهيم إنه لا يحدد أسعاراً للوحاته، بل يترك ذلك للمشتري، موضحاً أن أعلى سعر لأعماله وصل إلى 36 ألف ريال، في حين باع إحدى لوحاته ب 1500 ريال فحسب. الدقة في العمل والمهارة والصبر ومعرفة الخطوط هي أدواته الأساسية، وهو لا يستهلك الوقت فحسب، بل يستهلك أعداداً هائلة من الخرز وقطع الكريستال. ويتوقع أن يصل عدد خرز آية الكرسي التي يعمل عليها إلى 40 ألف خرزة، عدا خرز الكريستال الذي سوف يشكّل به حروف الآية الكريمة. ويقول إن لديه مشروعاً كبيراً لأسماء الله الحسنى، ويتوقع أن يستهلك العمل قرابة مليون خرزة، والمشروع لا يزال قيد العمل. كان آل دهيم يشتري الخرز من سوق الحميدية في دمشق، وهو لديه مخزون كبير. آل دهيم يُطلق على لوحاته أسماءً خاصة، فهو يسمي بعض لوحاته «الكون» و «الربيع» و «الجبال الشامخة»، على آياتٍ قرآنية وأدعية ومأثورات كلاسيكية.