في زقاق بيت الخير الشرقاوي المقام على أرض الجنادرية بالرياض .. يجلس المواطن حسين الدهيم الذي اتخذ من هذا البيت ركناً يمارس فيه مهنته التي تعلمها من آبائه وأجداده، مهنة التطريز على الآيات القرآنية استوقفت الكثير من زوار الجنادرية الذين أتوا ليشاهدوا بيت الخير الشرقاوي وما يقدمه من فعاليات مميزة في هذا المهرجان التراثي الكبير، (اليوم) التقت ب(حسين) في دردشة سريعة لمعرفة طريقة الكتابة والتطريز وبعض المعلومات عن الصنعة، ولما سألناه عن اللوحة التي يكتب فيها قال : «هذه اللوحة أكتب فيها سورة الصمد (قل هو الله أحد)، وفي وسطها (الله أكبر)، وقد بدأت فيها منذ 3 أشهر تقريباً، ولم يتبق على الانتهاء منها إلا القليل»، وأشار حسن أنه يعمل فيها بمعدل 6 ساعات يومياً، وأن أول لوحة قام بعملها كانت قبل 32 عاما، واستغرق في صنعها 15 شهراً، وكانت للآية القرآنية (ختامها مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، وأكد أن سبب أخذه هذه المدة الطويلة في آية لا تتعدى 6 كلمات أنها كانت البداية له في هذه المهنة حيث يستغرق العمل لتطريز مثل هذه الآيات المزيد من الدقة لإبراز الحروف، ويجب عليه تركيب خرزة تلو الأخرى بشكل دقيق وسريع، وكذلك يحتاج إلى البراعة في طريقة مسك الخرزة ونظمها بالشكل المناسب، وأضاف : «أهم شيء في هذه العملية هو الدقة في التطريز لعدم انحراف الحرف عن مسار الخط المكتوب»، لافتاً إلى أنه يقوم بخط اللوحة اما بخط الثلث أو الكوفي، ومن ثم يضع الغراء على الخط، وبالتالي يقوم بوضع الخرز والكريستال بدقة متناهية، هذا وقد ذكر حسن أنه باع الكثير من لوحاته ضمن المهرجان، رغم أنه لم يقم بتحديد أي سعر لأي لوحة من لوحاته المعروضة، بل ان المشتري هو نفسه من يقوم بذلك والذي وصفه بالذواق لنوع الخط، مؤكداً تباين سعر لوحاته التي باعها بين 1800 إلى 5000 ريال، وأنه باع في هذا المهرجان (جنادرية 27) لوحة بمبلغ 5 آلاف ريال حملت عبارة (توكلت على الله)، لافتاً إلى أن أهم أمر يحتاجه ممارس هذه المهنة هو الصبر والدقة، وكذلك لمسات الخطاط وذوقه في اختيار الألوان وتناسقها مهم لإعطاء اللوحة منظرا جماليا.