عزز تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) قبضته على محافظة دير الزور شرق سورية بإكمال سيطرته على كل حقول النفط فيها. وفي وقت أفيد أن «داعش» حصل على مبايعات من جماعات مسلحة وعشائر كانت محسوبة على خصمه «جبهة النصرة»، لوحظ أن سكان بلدة الشحيل التي كانت المعقل الأساسي لفرع تنظيم «القاعدة» في سورية أخلوها بناء على اتفاق مع «الدولة الإسلامية». وبالتزامن مع ذلك، سُجّلت «مبايعات جماعية» في منبج والباب بريف حلب لزعيم «داعش» أبو عمر البغدادي الذي نصبته جماعته «خليفة» على المسلمين. (للمزيد) ومع انشغال فصائل المعارضة بتقدم «داعش»، أعلن النظام سيطرته على المنطقة الصناعية الاستراتيجية شرق حلب، ما يعني أنه بات على قاب قوسين من التقدم داخل أحياء حلب المقسومة بين النظام والمعارضة. وأورد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» في تقرير أمس، «أن حوالى 30 مقاتلاً من الدولة الإسلامية فرّوا من أحد سجون جبهة النصرة في قرية الحوايج في الريف الشرقي لدير الزور، والمحاذية لمدينة الشحيل المعقل السابق لجبهة النصرة». وأضاف أن هؤلاء المقاتلين «تمكنوا من هدم أحد جدران السجن، بعد انسحاب جبهة النصرة من الريف الشرقي لدير الزور، وتركها المعتقلين من دون الإفراج عنهم أو اقتيادهم معها». كما أفيد أن أهالي الشحيل المعقل الأساسي السابق ل «النصرة» بدأوا بمغادرتها في اتجاه المناطق المجاورة بعدما سلموا أسلحتهم ل «الدولة الإسلامية» تنفيذاً لشروط الاتفاق الذي تم بينها وبين وجهاء وفصائل الشحيل. وبدأ عناصر «داعش» حملة تفتيش وتمشيط في البلدة، بحسب ما ذكر «المرصد»، الذي كان أورد أن الاتفاق الذي فرضه «داعش» على الشحيل يتضمن الإعلان عن «توبة الأهالي، تسليم السلاح ... من البارودة إلى السلاح الثقيل، يخرج أهالي مدينة الشحيل منها لنحو عشرة أيام، ويبقون خارجها إلى أن تحس الدولة الإسلامية بالأمان في المدينة». وأشار «المرصد» في تقرير آخر إلى «سيطرة الدولة الإسلامية على حقل التنك النفطي الواقع في بادية الشعيطات في الريف الشرقي لدير الزور، الذي كانت تسيطر عليه الهيئة الشرعية المؤلفة من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية وكتائب أخرى». وحقل التنك كان احد آخر الحقول النفطية الكبيرة في هذه المحافظة الحدودية مع العراق. وأشار مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن، بحسب ما نقلت «فرانس برس»، إلى أن حقل الورد الذي ينتج حالياً حوال مئتي برميل يومياً من النفط الخام، لا يزال وحده بين حقول دير الزور، خارج سيطرة «الدولة الإسلامية»، وتسيطر عليه عشيرة محلية. وحفلت مواقع الإنترنت في الساعات الماضية بتسجيلات تضمنت بيانات مبايعة لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي من فصائل كانت محسوبة سابقاً على «النصرة» أو فصائل إسلامية أخرى. كما أفاد «المرصد» أن المصلين في مسجد العلائي بمدينة منبج وفي المسجد الكبير بمدينة الباب في ريف حلب «بايعوا الدولة الإسلامية وأمير المؤمنين البغدادي علناً وبشكل جماعي في المسجدين». وفيما كانت فصائل المعارضة منشغلة بالتقدم السريع ل «داعش» من دير الزور شرقاً في اتجاه ريف حلب غرباً، أعلن النظام السوري أن قواته أحكمت سيطرتها في شكل كامل على المنطقة الصناعية شرق مدينة حلب. وعرض التلفزيون السوري مشاهد لجنود وهم يسيرون وسط الركام في هذه المنطقة. وأكد «المرصد» تقدم قوات النظام قرب حلب، وقال في تقرير: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على قريتي كفر صغير والرحمانية والتي تقع شمال شرقي المدينة الصناعية في الشيخ نجار، عقب قصف واشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة وجيش المجاهدين وجيش المهاجرين والأنصار الذي يضم مقاتلين غالبيتهم من جنسيات عربية وأجنبية، وكتائب إسلامية وكتائب مقاتلة». وأضاف: «تدور اشتباكات في قرية المعبدية القريبة من قرية المقبلة» بين قوات النظام، من جهة، ومقاتلي المعارضة، من جهة أخرى. وتابع: «سيطرت قوات النظام والمسلحون الموالون لها على الفئة الثالثة بالمدينة الصناعية وعلى ما يقارب نصف الفئة الأولى، وبذلك تكون قد سيطرت نارياً على الفئة الثانية بالمدينة الصناعية في الشيخ نجار». وفي مقابل هذا التقدم للنظام في المنطقة الصناعية، قال «المرصد»: «تمكن مقاتلو جيش المهاجرين والأنصار وجيش المجاهدين من السيطرة على المبنى الأبيض الواقع على أطراف سجن حلب المركزي، لتتراجع قوات النظام التي كانت متمركزة فيه، إلى داخل السجن، وليسيطر المقاتلون بذلك نارياً على طريق إمداد قوات النظام الواصل بين السجن المركزي وتلة حيلان». وفي لندن، وقع أكثر من مئة إمام من السنة والشيعة خطاباً يحض البريطانيين المسلمين على عدم الذهاب للقتال في العراق أو سورية، في وقت انشغلت وسائل الإعلام بتصريحات عنصر بريطاني من «جبهة النصرة» يدعى أبو أسامة قال إنه لن يعود من سورية سوى عندما تبدأ «دولة الخلافة فتح بريطانيا... سأعود لأرفع العلم الأسود للإسلام على قصر باكنغهام، ودوانينغ ستريت، وتاور بريدج، وبيغ بن».