مهرجان أهداف في الدور الأول، إثارة دراماتيكية في الثاني، تلك هي أبرز عناوين نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تقدم مزيجاً من الفرجة والتشويق في سعادة غامرة لمشجعي المستديرة في البرازيل أو أمام شاشات التليفزيون. صورتان تلخصان البطولة. المهرجان التهديفي: الخسارة المذلة لإسبانيا حاملة اللقب أمام هولندا 1-5 في الدور الأول. الإثارة والتشويق: دموع حارس مرمى المنتخب البرازيلي جوليو سيزار قبل حصة ركلات الترجيح التي ابتسمت له أمام تشيلي (3-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1). وأعرب المدرب الفرنسي جيرار هوييه، الذي يشغل حالياً عضو مجموعة دراسة فنيات اللعب في الاتحاد الدولي (فيفا) عن إعجابه بما يحصل في المونديال البرازيلي في مؤتمر صحافي في ريو دي جانيرو، وقال «نرى كرة قدم من المستوى الرفيع، مباريات كبيرة، وأهدافاً كثيرة، وإثارة دراماتيكية: 5 مباريات في الدور ثمن النهائي من نهائيات كأس العالم حسمت بعد الاحتكام إلى التمديد، في سابقة في تاريخ العرس العالمي منذ عام 1938». وعلق مدرب ليفربول الإنجليزي سابقاً على بكاء اللاعبين في اللحظات الحاسمة على غرار جوليو سيزار، وقال «أنا أحب هذا النوع من العواطف. لا يوجد ذلك في الرياضات الأخرى، لأن المنتخب الأفضل ليس متأكداً من الفوز. كل شيء ممكن». هل اللعب في البرازيل التي أنجبت بيليه وغارينشا والظاهرة رونالدو، يفسر ال»جوجو بونيتو» (اللعب الجميل) في المونديال الحالي؟. جواب مدرب المنتخب الفرنسي السابق: «ربما اللعب في البرازيل له تأثير»، قبل أن يعرض نظرية أخرى: «في جميع الأحوال، منتخبات أمريكاالجنوبية تلعب بقتالية، أنا لا أراها تلعب بهذه الطريقة عادة بعيداً عن قواعدها، إنهم يعضون»، قبل أن ينفجر من الضحك ليقول «آه، كان يتعيّن عليّ ألا أقول العض للأوروجواي بعد ما حدث ل (لويس) سواريز، لا تفهموني خطأ» في إشارة إلى عض مهاجم الأوروجواي لمدافع إيطاليا جورجيو كييليني خلال مباراة المنتخبين في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول. وتابع المدرب السابق لباريس سان جرمان وليون واستون فيلا الإنجليزي «لنقل إن منتخبات أمريكاالجنوبية، مثلما اتضح من مباراة البرازيلوتشيلي، يجمعون جميع المميزات: خطط لعب جريئة، والفنيات، والروح الجيدة، والطاقة، والرغبة في القيام بالمهمة على أكمل وجه». بتسجيل 145 هدفاً في 52 مباراة، وصلت نهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل إلى العدد الإجمالي من الأهداف التي سجلت في 64 مباراة في كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا. وبلغ عدد الأهداف عقب نهاية الدور ثمن النهائي في البرازيل 154 هدفاً في 56 مباراة. وهو ما يعني بالنسبة إلى هوييه أن الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة في نسخة واحدة في تاريخ النهائيات وهو 171 هدفاً في مونديال فرنسا 1998 «يمكن تحطيمه» في المباريات الثماني المتبقية، إذا استمر المعدل التهديفي للنسخة الحالية وهو 2.75 هدف في المباراة الواحدة. وذهب هوييه إلى أبعد من ذلك خلال سؤاله عن الفارق الكبير مقارنة مع عام 2010، حيث قال «الفارق الكبير هو أن كأس العالم الحالية هي الأسرع في التاريخ، الوتيرة عالية جداً، كل شيء يمر بسرعة كبيرة». وأكد هوييه على أن «الفضل في ذلك يعود إلى حد كبير إلى جودة المهاجمين، لم يكن هناك عديد من المهاجمين في هذا المستوى في جنوب إفريقيا». وذكر هوييه بالهدف الرائع لمهاجم كولومبيا خاميس رودريجيز في مرمى الأوروجواي (2-0) في الدور ثمن النهائي عندما هيأ الكرة على صدره وسددها قوية داخل المرمى، وقال: «إنه بلا شك واحد من أروع الأهداف في البطولة». ولم ينس هوييه «نيمار و(ليونيل) ميسي و(كريم) بنزيمة و(روبن) فان بيرسي و(أريين) روبن، قادة الهدافين». لكن هوييه أثنى أيضاً على العمل الذي تقوم به «خطوط الوسط» متحدثاً عن «مراحل انتقالية سريعة جداً لغياب المساحات بسبب الوتيرة العالية للمباريات». وأشار هوييه إلى «اللحظات الرائعة عندما يفقد منتخب الكرة وينتزعها الآخر، يتم ذلك في فترة وجيزة». وألمح هوييه أيضاً إلى عديد من المنتخبات تلعب ب»3 مدافعين» ما يعزز الميولات الهجومية في المونديال الحالي. وعن كيف يرى هوييه المستقبل؟ وهل سيتلاشى تأتير البرازيل عام 2018 في روسيا؟ قال هوييه بتفاؤل: «لا، سوف تستمر هذه الطفرة، ستكون هناك أشياء أخرى، كل بطولة تفرز تطوراً وإيقاعاً لكرة القدم».