من بيليه إلى زيكو ورونالدينيو مروراً بجارينشا، يعرف اللاعبون البرازيليون باسمهم الأول أو لقبهم، ولم تشذ التشكيلة الحالية عن القاعدة فتقدم نيمار لائحة نجوم ومهاجمين يردد جمهور «سيليساو» أسماءها المختصرة. تخطت البرازيل الدور الأول من المونديال الثاني الذي يقام على أرضها بعد الأول في 1950، وثمن النهائي بصعوبة بالغة أمام تشيلي بركلات الترجيح، وتستعد لمواجهة كولومبيا الجمعة المقبل في ربع النهائي، بترسانة مؤلفة من أصحاب اللقب الواحد نيمار، باولينيو، أوسكار، مارسيلو أو فريد. لكن لماذا يعرف البرازيليون بلقب مؤلف من اسم واحد؟ هذا ميثاق برازيلي. اسم العائلة والاسم الأول من النادر أن يستعملا في آن واحد. الرئيس السابق لولا إيناسيو دا سيلفا معروف باسم «لولا». رجال الدين، الأطباء يعرفون غالبا بأسماء عائلاتهم. دليل مدينة كلاوديو يعرف السكان باسم العائلة بدلا من الاسم الأول. من الأسماء اللافتة هداف فاسكو داجاما السابق روبرتو ديناميت الذي حمل ألوان البرازيل في كأسي العالم 1978 و1982 وأطلق عليه صحافي هذا اللقب بعد أن سجل هدفاً جميلاً مطلع مسيرته الاحترافية 1971 على ملعب ماراكانا الشهير، فكتب عنوانا مفاده ‹الولد الديناميت يفجر ماراكانا›. أما كاكا لاعب الوسط المستبعد عن التشكيلة الحالية فعرف بهذا الاسم بسبب عدم تمكن شقيقه الصغير لفظ اسمه الحقيقي ريكاردو فتحول إلى كاكا ليستمر معه هذا الاسم، على غرار زيكو أو بيليه الأبيض، الذي حصل على هذا اللقب بعدما أخطأت شقيقته الصغرى تسميته بارتورزينيو أي ارتور الصغير لأن اسمه الحقيقي أرتور أنتونيس كويمبرا، فكانت تناديه ارتورزيكو ليصبح اللقب المختصر زيكو. ألفة البرازيليين مع أسماء العائلات ناتجة تاريخية عن معدل الأمية المرتفع. نتيجة لذلك، فإن الأسماء المصغرة مستخدمة أكثر من أسماء العائلات الطويلة. في المجتمع البرازيلي، استخدام الاسم الأول أو اسم العائلة هو دليل خصوصية ومنزلة اجتماعية. الرئيس لولا مثلا معروف بقدومه من الطبقة العاملة. يرى بعض الجامعيين أن هذه الظاهرة ناتجة عن العبودية، التي ألغيت في نهاية القرن ال19. فقد كان ينادى على العبيد بأسمائهم الأولى، مثل جواو، أو بالاسم الأول مع اسم البلد القادمين منه، مثل جواو كونجو. وعندما أدخل الإنجليز كرة القدم إلى البرازيل في القرن ال19، كان البرازيليون يسمون أنفسهم باسم العائلة مثل الإنجليز. لكن هذا الأمر انتهى عند اكتساب هذا الرياضة الشعبية. وعندما خاضت البرازيل مباراتها الدولية الأولى في 1914، كان فيها من يدعى «فورميجا» (نملة) في التشكيلة. 17 لاعباً من أصل 23 في المونديال الحالي يستخدمون اسما واحدا، الأصغر بينها في تاريخ المسابقة المهاجم جو، لا توجد قواعد لذلك لكن الميثاق البرازيلي يدل على عشق الجماهير للمهاجمين. أشهرهم على الإطلاق أدسون أرانتيس دو ناسيمنتو «بيليه»، «رونالدو» لويز نازاريو دا ليما ومانويل فرانسيسكو دوس سانتوس «جارينشا» أو عصفور الجنة. في المقابل، يحمل المدافعون في أكثرية الوقت اسمين على غرار ثياجو سيلفا ودافيد سيلفا وداني ألفيش، والأمر ذاته ينطبق على حراس المرمى مثل جوليو سيزار بطل المباراة الأخيرة مع تشيلي، فلم يبرز في هذا المركز من حملة الألقاب سوى ديدا حارس ميلان الإيطالي السابق. اللاعبون من لقب واحد يقومون بتغييرها لعدم حصول اللغط، ففي العقود الأخيرة برز عدة لاعبين مع لقب «رونالدو» أخطرهم المهاجم الفتاك في التسعينيات من القرن الماضي. أحدهم أصبح رونالداو أي رونالدو الكبير والآخر رونالدينيو أي رونالدو الصغير. عندما جاء رونالدينيو آخر (لاعب باريس سان جرمان الفرنسي وبرشلونة الإسباني السابق) في نهاية التسعينيات دعي باسم رونالدينيو جاوتشو أي «رونالدو الصغير من ريو جراندي دو سول». عندما ترك رونالدو الأول المنتخب البرازيلي، أصبح رونالدينيو رونالدو ورونالدينيو جاوتشو أصبح رونالدينيو. لكن البرازيل ليست الدولة الوحيدة التي تعتمد على هذا الأسلوب، ففي البرتغال مثلا، التي استعمرت البرازيل سابقا، هناك 6 لاعبين في التشكيلة التي ودعت المونديال الحالي يعرفون بلقب مؤلف من اسم واحد.