لم تنجُ أسواق الماشية في الشرقية من موجة الغلاء التي ضربت قطاع المواد الغذائية في شهر رمضان، حيث ارتفعت الأسعار، مسجلة 30% على الأقل، مع الإقبال على الأنواع الأسترالية والنيوزيلندية، نظراً لرخص أسعارها، بعدما ارتفعت أسعار الأنواع المحلية. وقال سيد العيسوي مدير ملحمة في الدمام، إن الإقبال على لحوم المواشي ارتفع بنسبة 65% في شهر رمضان نظراً لاستخدامها في الولائم، مشيراً إلى أن هذا الإقبال لم يسانده توفر المعروض، مما رفع أسعار الأنواع المحلية من النجدي والنعيمي بنسبة 40%، وقال: «غلاء الأسعار زاد الطلب على الأنواع الأسترالية والنيوزيلندية، التي أوجدت لها مكانة متقدمة في المبيعات». وقال: «من الصعب أن يدفع المستهلك قرابة 1800 ريال للخروف من نوع النجدي، ولكنه يستطيع أن يدفع 1200 ريال للأنواع المستوردة، مشيراً إلى أن اللحوم المجمدة، وجدت لها زبائن في ظل ارتفاع الأسعار. وفي الجبيل، شهدت أسواق الماشية ارتفاعاً في الأسعار بنسبة 35%، وسط شكوى المواطنين من هذا الارتفاع، الذي وصفوه بأنه «مبالغ فيه». ورصدت كاميرا «الشرق» تذمر بعض المستهلكين من أسعار السوق. وعاد سلطان المطيري من السوق دون أن يشتري حاجته من الأغنام، وقال: «سجل الخروف النجدي 1700 ريال، فيما تراوح سعر الأغنام النعيمي بين 1300 و 1700 ريال للرأس، بينما كان سعره قبل شهر لا يتجاوز 1100 ريال»، مشيراً إلى أنه عاد من السوق دون أن يشتري ما يحتاج إليه من أغنام. وطالب مستهلكون في السوق بمراقبة الأسعار في سوق المواشي، كما طالبوا الجهات المختصة بالتجول في ساحات بيع المواشي والمسالخ، وفي السياق نفسه ذكر مصلح الشهري أن الأسعار أصبحت مرتفعة جداً وغير مقبولة. وأضاف: «هذا الارتفاع الكبير من قبل البائعين، يجبرنا على الشراء من المحلات التجارية، ومن المؤسف ألا نستطيع شراء اللحوم الطازجة، ونجبر على المستورد المثلج». وطالب الشهري الجهات المسؤولة بالتدخل السريع، وإنهاء هذه المعاناة التي تتكرر في كل موسم. ومن جهته، امتعض محمد العنزي من ارتفاع الأسعار، وطالب بوضع حد لجشع التجار في مثل هذه المواسم على الأقل، وذلك كي تكون الأسعار في متناول يد العامة على حد تعبيره. ويخالف العنزي في رأيه مواطنه أحمد الشريفي أحد بائعي الأغنام إذ يقول: «تُعد الأسعار طبيعية، إذا ما علمنا أن هناك انخفاضاً كبيراً في العرض، نظراً لانخفاض حجم المستورد من المواشي، فضلاً عن ارتفاع أسعار الأعلاف بأنواعها، والركود الذي كان يعانيه مربو المواشي، بالإضافة إلى نفوق الأغنام ومصاريفها الكبيرة». ومن جهته، يؤكد خالد العتيبي بائع أغنام انتعاش السوق بشكل كبير في أول يوم من شهر رمضان وقبله بيومين، نظراً للإقبال الكبير على اللحوم الطازجة، ورفض أن يكون هناك تلاعب من قبل الباعة، أو محاولة رفع الأسعار، وبرر العتيبي رأيه بقلة المعروض وارتفاع تكلفة تربية المواشي.