دعا الزعيم المسيحي اللبناني ميشال عون حليف حزب الله، إلى تعديل الدستور لانتخاب رئيس جديد بالاقتراع المباشر بدلاً من البرلمان في مبادرة أعلنها أمس لإنهاء الشغور المستمر منذ أكثر من شهر في سدة الرئاسة الأولى. كما طالب عون الذي ينظر إليه على أنه المرشح غير المعلن لحزب الله للمنصب، بوضع قانون جديد للانتخابات النيابية قائم على انتخاب كل طائفها لنوابها لتحقيق «المناصفة الحقيقية»، منتقدا اتفاق الطائف الذي تم التوصل إليه في العام 1989، ووضع حدا للحرب الأهلية (1975). واعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن طرح تعديل الدستور محدود من أجل انتخاب رئيس بشكل مباشر من قبل طرف يحمل السلاح في مواجهة فريق لا يحمل السلاح يفتح الباب أمام تعديلات دستورية تصب بالنهاية في مصلحة الطرف الأقوى الذي يحمل السلاح، والفريق الذي يدفع ثمن التعديلات الدستورية هو الفريق الأعزل وقال سعيد ل «الشرق»: إن عون يطالب بانتخاب النواب المسحيين من قبل المسيحيين في الدورة الأولى، وكأن عون يطالب بإنشاء كيان ماروني «مارونستان» داخل النظام اللبناني، وأضاف سعيد أن هذا الطب يتقاطع مع نتانياهو الذي يشجع على قيام كيانات متجانسة مذهبية في المنطقة على غرار كردستان التي دعا إلى قيامه أول أمس الأحد. وتساءل سعيد إذا كان العماد عون متاغما مع نتانياهو فيقول ذلك ونحن سندرس الوضع، وأضاف أما إذا كان ضربة سيف في الماء فهو يهدد الوجود المسيحي ليس في لبنان فقط بل في العالم العربي. من جهته اعتبر عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش حديث عون عن التعديلات الدستورية يعبر عن يأسه من الوصول إلى كرسي الرئاسة وقال علوش ل «الشرق»: إن عون يلجأ إلى خيارات لا يمكن تحقيقها بل ربما تعطي جمهوره مادة للحديث. وأكد علوش أن عون يعتمد في أطروحاته على موازين القوى القائمة في الوقت الحالي، ويريد أن يفصِّل انتخابات على مقاسه. وأضاف علوش أن طرح عون ليس انقلابا على اتفاق الطائف بل انقلابا على دستور 1943 ومبادئ الجمهورية اللبنانية بكاملها من أجل الوصول إلى الرئاسة.