حثََّت الكتلة الوطنية العراقية بزعامة إياد علاوي أمس الأحد الكتل السياسية على الامتناع عن حضور الجلسة الأولى للبرلمان الجديد المقرر لها غداً الثلاثاء ما لم تشترك القوى السياسية في وضع خارطة طريق لإسعاف الأوضاع المتردية في البلاد. وذكرت الكتلة الوطنية، في بيان صحفيٍ وُزِّعَ أمس، أنه «بالرغم مما آلت إليه الأوضاع في العراق وقناعتنا بضرورة إجراء الإصلاحات التي من شأنها إعادة اللحمة الوطنية لهذا البلد الجريح، ما زالت العملية السياسية تعيد ذات الأخطاء وتعتمد المحاصصة البغيضة في توزيع المناصب وتنتظر القرارات الحاسمة من دول الجوار بعيداً عن مصلحة الشعب وأية رؤية واضحة لمستقبل مشترك مع استخفاف واضح بمطالب الجماهير وحراكها السلمي والمطلبي». وأضاف البيان أنه «من منطلق الحرص على وحدة العراق وشعبه والاستجابة لرأي المرجعيات الدينية الكريمة والمطالب الجماهيرية المشروعة، قرر ائتلاف الوطنية الامتناع عن حضور جلسة مجلس النواب الأولى والنأي بنفسه عن تداعياتها ما لم تشترك القوى السياسية في وضع خارطة طريق لِلَمْلمة البلاد وإسعاف الأوضاع المتردية وفقاً للمبادرة التي سبق أن قدمها ائتلاف الوطنية أو بموازاتها، الرامية إلى اعتماد مبدأ المواطنة في إدارة العراق بعيداً عن الانتماءات الطائفية والعرقية، والانفتاح على جميع الكتل للتوافق على الرئاسات الثلاث وفق أسس لا تخضع للمحاصصة وبعد إقرار خارطة الطريق التي تضمن سلامة العراق وشعبه ووحدة البلاد». وأوضح أن «ائتلاف الوطنية يدعو مرة أخرى شركاءه في العملية السياسية إلى الامتناع عن حضور الجلسة الأولى لمجلس النواب ورفض التغييرات الشكلية التي لا تقدم شيئاً لشعبنا ولا تزيل التوترات الخطيرة في بلدنا التي باتت تهدد منطقتنا برمتها». وكان العراق انتخب في 30 أبريل الماضي البرلمان الجديد المكون من 328 نائباً، لكنه لم يعقد حتى الآن جلسته الأولى لتسمية رئيس للبلاد ورئيس للبرلمان وتكليف رئيس الكتلة الأكبر في البرلمان بتشكيل الحكومة العراقية. ولم تتفق الكتلة الكردستانية بعد على تسمية مرشحها لرئاسة الجمهورية، كذلك الحال بالنسبة للكتل السنية لم تسمِّ مرشحها لرئاسة البرلمان، فيما تحاول الكتل الشيعية المنضوية في التحالف الوطني الذي حصد أكثر من 175 مقعداً في البرلمان التوصل إلى حلول تقضي بإبعاد رئيس الحكومة، نوري المالكي، من الترشح لولاية ثالثة وتكليف آخر بدلاً منه، حيث تتداول حالياً أسماء عديدة لخلافته أبرزها عادل عبدالمهدي وأحمد الجلبي وإبراهيم الجعفري.