دافعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف عن الإنفاق الهائل على استضافة كأس العالم لكرة القدم، متعهدة بمعاقبة الفساد، وحثت مواطنيها على أن يرحبوا بحرارة بالمشجعين الأجانب الوافدين إلى بلادهم. يأتي تصريح روسيف قبل بدء نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستمر شهراً كاملاً، وبعد عام من التظاهرات التي انتقدت إنفاق البرازيل حوالي 11 مليار دولار تقريباً على استضافة البطولة. وقالت روسيف في خطاب بثه التليفزيون أمس الأول، إن الاستثمارات في الملاعب الرياضية والمطارات وغيرها من البنى التحتية ستكون ذات فائدة للبلاد على المدى الطويل. وقالت «لقد قمنا بهذا الأمر من أجل البرازيليين»، مكررة ما صرحت به من قبل بأن كل المشاريع التي نفذت من أجل البطولة «لن تكون في حقائب السياح عندما يغادرون». معتبرة أن مباراة البرازيل وكرواتيا في ساو باولو الأعلى تكلفة منذ بدء تنظيمها قبل 84 عاماً. وسعت روسيف في خطابها إلى تسليط الضوء على المشاريع التي نفذت في وقت يتذمر فيه سكان المدن التي تستضيف البطولة ومجموعها 12 مدينة من تأخر تنفيذ كثير من مشاريع التنمية أو عدم تحول بعضها الآخر إلى واقع ملموس على الإطلاق. ورفضت روسيف الأقاويل بأن الإنفاق على كأس العالم أدى إلى تراجع الاستثمار إلى حد ما في قطاعات الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات العامة. مشيرة إلى إعادة انتخابها لفترة رئاسية ثانية في أكتوبر المقبل، وأكدت أن الإنفاق العام على الصحة والتعليم هو من بنود الموازنة التي شهدت نمواً في الإنفاق أكثر من غيرها من القطاعات خلال فترة رئاستها. وأوضحت أنه منذ بدأت البرازيل في بناء الملاعب لكأس العالم قبل 3 سنوات أنفقت الحكومة على الصحة والمدارس ما يزيد على 212 مرة عما أنفق على الملاعب. وحاول مسؤولون في الاتحاد الدولي لكرة القدم الرد على الانتقادات بأن الاتحاد يحقق أرباحاً هائلة على حساب دافعي الضرائب البرازيليين. ويعتقد كثير من البرازيليين أن التكلفة العالية للدورة والتأخير في تنفيذ المشاريع والوعود غير المنفذة هي نتيجة مخالفات مالية، ويعود ذلك إلى سحابة الفساد التي تحوم في الغالب حول الاتحاد الدولي لكرة القدم والتاريخ الطويل من الابتزاز المالي في البرازيل نفسها. وقالت روسيف إن الحكومة تدقق في جميع أوجه الإنفاق وتعهدت بمعاقبة أي فاسد. وقالت «إذا ثبت وقوع أي مخالفات مالية فسنعاقب المسؤولين عنها». وذكَّرت رئيسة البرازيل شعبها بنجاح لاعبيهم على ملاعب كرة القدم والترحيب الحار الذي كان يلقاه فريقهم الوطني في البلدان الأخرى، وحثت مواطنيها على أن يقوموا بواجب الضيافة تجاه المشجعين الأجانب. وقالت «لنرد إليهم كرمهم».