- من حقك أن تحب فريقك وتشجعه وتقف خلفه حتى عندما يخسر فهذا شيء طبيعي ومن حقك أن ترى فريقك دائماً متوهجاً ويعتلي منصات التتويج ومن حقك أن تفرح بالفوز وعليك أن ترضى بالخسارة، فالرياضة يجب أن نتعامل معها بروح من التسامح وأن يكون شعارنا الالتزام بالأخلاق والروح الرياضية الحسنة في كل الأحوال. – ومن حقك أيضاً أن تفرح عندما يستطيع فريقك أن يحقق البطولات ويرسم الإبداع على المستطيل الأخضر وتفخر بذلك، ومن حقك أن تقول هذا فريقي الذي أشجعه، ومن حقك أن تحب ألوان فريقك وتكتسي حياتك بألوانه حتى لو ارتديت ملابس لونها من ألوان فريقك، كل ذلك جائز ومن حقك، ولكن عندما يخسر فريقك ويتلقى سيلاً من الهزائم ويصبح فريسة لكل الفرق فلا تجعل ذلك طريقاً يقودك إلى التهور وإلى التلفظ على الحكام بألفاظ غير لائقة، ولا يقودك أيضاً إلى سب وشتم اللاعبين والمدرب، فهذا هو حال كرة القدم، فيومٌ لك ويومٌ عليك. – كل ما يجب أن تفعله هو أن تبتعد عن التعصب المجنون وعن التعصب الأعمى الذي جعل بعضهم يتخلّى عن أخلاقه ومبادئه من أجل أن يمدح فريقه، أو أن يطبِّل له، حتى ولو لم يقدّم ما يشفع له من إبداع كروي داخل الميدان، فلقد وصل ببعض الجماهير المتعصبة التي ضاقت ذرعاً بحال فرقها إلى التخريب والسب والشتم والقذف وتكسير الممتلكات العامة والسيارات والعبث في الشوارع والصراخ والرقص ولبس الملابس الغريبة على مجتمعنا والتفحيط وسوء الأدب، وهذه بالمناسبة ليست من أخلاقيات المواطن السعودي ولا من تربيته وليست من آداب المنافسة الشريفة بين الفرق جميعاً. – قراءة سريعة في بعض المنتديات تجد التعصب بكل ألوانه والألفاظ الخارجة عن الأدب والسب والشتم بأسماء مستعارة لايجرؤ كاتبها على الإفصاح عن اسمه الحقيقي، غابت الأخلاق الرياضية العالية وانعدمت المنافسة الشريفة وأصبحنا أمام واقع مخجل لم يسلم منه أي لاعب أو حكم أو إداري تخرج الكلمات الجارحة من أفواههم بسهولة لم يدركوا خطورة ما يكتبون أو ينطقون دينياً واجتماعياً فكل هذه الحالات الشاذة تعتبر دخيلة على الرياضة في بلادنا فعندما يفوز فريقك افرح، ولكن دون أن تخرج عن مسارك الطبيعي، وعندما يخسر فريقك من حقك أن تزعل وتحزن ولكن دون أن يخرجك هذا الألم عن طبعك وعن أخلاقك فالرياضة محبة وتنافس شريف، فمن المخجل أن يصل بنا إلى هذا الحد من التعصب الأعمى الذي لا يدل على أخلاقنا الرياضية التي زرعها في قلوبنا أمير الرياضة الراحل فيصل بن فهد – رحمه الله – الذي كان كل همِّه تطوير وتنوير عقول الشباب الرياضي. تخيلوا أن التعصب وصل ببعضهم إلى طلاق زوجته وهناك من ضرب ابنه عندما خسر فريقه وهناك من غاب عن عمله أيضاً بسبب خسارة فريقه، وهناك من أغمي عليه، وهناك من مات من أجل الكرة، فيا لها من عقول فارغة لم تعرف ما هي الرياضة. وقفة تنشد عن الحال…. هذا هو الحال