كشف المستشار الإعلامي في سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن، محمد عايد البلوي، عن مخاطبة السفارة نظيرتها العراقية للحصول على إفادة رسمية بشأن الأنباء المتضاربة حول مقتل السجين السعودي في العراق سعد الحربي من عدمه «لكنها لم تتلق رداً». وقال البلوي ل «الشرق» إن السفير السعودي في الأردن، سامي الصالح، يتابع موضوع السجين الحربي بنفسه، مؤكداً في الإطار ذاته أن السفارة تواصلت مع المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن. من جانبه، صرح السفير العراقي لدى الأردن، جواد هادي عباس، ل «الشرق» بأنه تواصل مع سجن الناصرية، وتأكَّد من عدم وجود السجين الحربي فيه. وكان رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أفاد في وقتٍ سابق بأن الحربي نُقِلَ مع 24 سجيناً سعودياً إلى سجن الناصرية سيئ السمعة، لكن السفير عباس أكد أنه «ليس من بين نزلائه». وقبل أسبوع، ترددت أنباء عن وفاة الحربي داخل سجن عراقي، وهو ما نفاه الأمين العام للهلال الأحمر العراقي محمد الخزاعي مشيراً، في تصريحٍ ل «الشرق»، إلى أن السجين على قيد الحياة. بدوره، حذر عبدالله بن فهد الحربي (والد السجين) من أن يكون تضارب الأنباء حول مصير نجله في ظل تعتيم رسمي مقدمةً للإعلان عن وفاته. ولفت الحربي إلى تعرضه للابتزاز من قِبَل أشخاص عراقيين حصلوا منه على أموال بدعوى أنهم سيُعلِمُوه بمكان وجود نجله ولكن دون جدوى. وأضاف «الأنباء المتضاربة عن مصير سعد انعكست سلباً على صحة والدته مريضة الضغط والسكر التي تنتظره منذ 10 أعوام.. وأخشى أن تكون أنباء وفاته شبه مؤكدة». في سياقٍ متصل، ذكر المحامي ثامر البليهد أن مجموعة الجريس للمحاماة التي ترصد أوضاع السعوديين في السجون العراقية تواصلت مع جهات عراقية للتعرف على مصير الحربي. وألمح البليهد، في تصريحٍ ل «الشرق»، إلى احتمال أن يكون السجين تعرض للتصفية، وقال «عمليات تصفية السجناء ليست جديدة على السلطات العراقية، وسبق أن قاموا بتصفية السجين السعودي علي العوفي عبر حقنه بحمض الأسيد وقذفه من أحد طوابق السجن بعد 11 شهراً من التعذيب حتى أنه سُجِّل ضمن قوائم مجهولي الهوية». كما ذكَّر البليهد أن السلطات العراقية سبق أن مارست التعتيم على مصير السجناء السعوديين فهد مفضي الحيزان وماجد سعد ومحمد الجوهري وجار الله سليم، حتى تم الوصول إليهم بصعوبة بالغة، كما لا يزال مصير السجناء أحمد حسن صميد وعبدالرحمن حسن صميد وحامد سعود الحربي مجهولاً، بحسب المحامي.